الفتوى رقم (266) من المرسل السابق، يقول: اشتريت قطعة من الأرض، وكان في نيتي أن أقيم منزلاً عليها، لكن لظروف مادية منعتني من إقامة المنزل، ففكرت في بيع هذه القطعة، وعندما فكرت بذلك، اتضح أن ثمن البيع سيكون ضعف ثمن الشراء، فهل أنا ملزم أمام الله في إخراج زكاة المال عن المبلغ الزائد عن ثمن الشراء، أم أخرج الزكاة عن ثمن الشراء فقط؟

الجواب:

        الجواب من وجهين:

        أما الوجه الأول: فهو أن هذه الأرض ليس فيها زكاة عن المدة التي تبدأ من عقد شرائها على نية أنك ستقيم عليها مسكناً تسكنه إلى الوقت الذي تغيرت فيه النية عن بناء السكن عليها إلى نية الاتجار بها.

        والوجه الثاني: أن الحول يبدأ من إرادتك لبيعها، وعلى هذا الأساس فإذا تم الحول من بدء النية، فحينئذٍ تجب الزكاة في قيمتها وفي ربحها، ولا ينظر إلى قيمة الشراء، سواء كانت هذه القيمة مساوية لقيمة البيع أو أقل أو أكثر، وإنما العبرة بالثمن الذي بيعت به، فإذا كان مساويا لقيمة الشراء فإنك تخرج زكاته، وإذا كان أقل أو أكثر فإنك أيضاً تخرج زكاته، وبهذا تعلم أنك تخرج زكاة القيمة التي بعت بها الأرض، وبالله التوفيق.