Loader
منذ 3 سنوات

كيف أصل إلى الإخلاص في الرقية ليتحقق لي معه العافية


الفتوى رقم (5930) من المرسلة السابقة تقول: كيف أصل إلى الإخلاص الذي أرجوه حال الرقية ليتحقق لي معه العافية من أي داءٍ كان؟

الجواب:

        العلاج سببٌ من الأسباب والشفاء مسببٌ مترتبٌ على هذه الأسباب، والأسباب منها ما هو مشروع ومنها ما هو ممنوع؛ ولهذا الرسول ﷺ يقول: « عباد الله تداوا ولا تتداو بحرام، فإن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها » فبعض الأشخاص الذين يستعملون الرقية قد يستعملون رقية تكون سبباً ممنوعاً، وقد يستعملون رقيةً تكون سبباً مشروعاً، فإذا كانت الرقية مشتملة على أدعية من القرآن وأدعية من السنة ووافق ذلك القضاء والقدر من جهة ترتب المُسبب وهو الشفاء على السبب وهو الدعاء؛ شُفي المريض بإذن الله؛ أما ما قد يفهم من تصورٍ عند السائلة أن المُسبب يترتب على السبب حتماً فهذا التصور ليس بصحيح، فإن الأسباب سواءٌ أكانت كونيةً، أو كانت الأسباب شرعيةً هي من الله -جلّ وعلا-، فالأسباب الكونية تقع بقدرة الله، والأسباب الشرعية حاصلةٌ بشرع الله -جلّ وعلا-، وترتيب مسببات الأسباب كونيةً كانت أو شرعيةً ترتيب ذلك راجعٌ إلى الله -جلّ وعلا-، فقد يحصل السبب ولا يريد الله وقوع المسبب، وقد يحصل السبب ويريد الله وقوع المُسبب، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فعلى المسلم أن يفعل الأسباب المشروعة ومن ذلك الرقية بالدعاء الثابت في القرآن والثابت في السنة، وعليه أن يحسن الظن بالله -جلّ وعلا- فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ هذا من جهة. ومن جهةٍ ثانية على الشخص إذا كان يقرأ على نفسه أو كان يقرأ على غيره عليه أن يُعيد النظر في نفسه هو ويتفقد نفسه من جهة خلوها عن الموانع التي تمنع قبول الدعاء من جهة المكلف؛ مثل: المكاسب المحرمة هذه من موانع قبول الدعاء. وبالله التوفيق.