ما يلزم الرجل الذي تسبب في حادث مات فيه شخصان
- الكفارات
- 2021-09-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1200) من المرسل السابق، يقول: ذهبت في يوم من الأيام بعد منتصف الليل بسيارتي، وأريد قضاء عمل من الأعمال، فوقع حادث تصادم بيني وبين شخص آخر، وكان الخطأ مني وقد توفي بسبب هذا الحادث شخصان، فهل تجب عليّ الكفارة في هذا، أم لا؟
الجواب:
تجب عليك كفّارتان، كلّ واحدٍ من هذين الشخصين تكفّر عنه كفّارة، والكفَّارة ذكرها الله جلَّ وعلا في سورة النساء في قوله تعالى:"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ"[1] إلى آخر الآية، إلى أن قال:"فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ"[2]، فإذا كنت لا تستطيع عتق الرقبة، فإنك تصوم شهرين متتابعين عن كلِّ واحد منهما، ولا يُجزئ الإطعام عن الصيام؛ لأن الله جلَّ وعلا ذكر كفَّارة الظهار في سورة -قد سمع الله- ذكر العتق، وذكر الصيام، وذكر الإطعام، وهذا الذكر على سبيل الترتيب، يعني أنه يجب عليه العتق، فإن لم يستطع، فإنه يصوم، فإن لم يستطع، فإنه يُطعم ستين مسكينًا، وذكر أيضًا في كفَّارة اليمين الإطعام، والكسوة، والعتق، ثم ذكر الصيام بعد ذلك على سبيل الترتيب، يعني إذا كان لا يجد، فالمقصود أن الله ذكر الإطعام في كفَّارة اليمين، وفي كفارة الظهار، والرسول صلوات الله وسلامه عليه ذكر في كفَّارة الجماع في نهار رمضان الإطعام بعد العجز عن العتق، ثم عن الصيام، والله جلَّ وعلا ذكر كفّارة القتل خطأً ذكر العتق، فإذا كان الشخص لا يستطيع، فإنه يصوم شهرين متتابعين، ولم يذكر الإطعام هنا، فنَصه جلَّ وعلا على الإطعام في كفَّارة الظهار، وفي كفَّارة اليمين، ونصّ الرسول صلوات الله وسلامه عليه على الإطعام في كفَّارة الجماع في نهار رمضان، يدل على وجوبها في هذه المواضع، وعلى أنه لا يُصار إليها في كفَّارة القتل، وما كان ربك نسيَّا، لأنه لو كانت واجبة بعد العجز عن الصيام لذكرها الله جلَّ وعلا.وبالله التوفيق.
المذيع: لكن لو فُرض أنَّ هذا الشخص حُكم عليه بدفع الدية، فهل يلزمه أيضا كفَّارة مع الدية؟
الشيخ: لا علاقة بين الدية والكفَّارة؛ لأن القتل الخطأ يتعلق به حق لله، ويتعلق به حق للآدميين، فأما بالنسبة للكفَّارة فإنها ترفع حق الله جلَّ وعلا، وبالنسبة للدية لهذه تُدفع على أساس أنها حق للمخلوقين، هذا بالنسبة للقتل الخطأ، أما القتل العمد، فيتعلق به ثلاثة حقوق: حق لله، وحق للمقتول، وحق لأولياء المقتول.وبالله التوفيق.