Loader
منذ سنتين

حكم وصية الأخت أن لا تدخل عليها أختها بسبب مشاكل عائلية


  • الوصية
  • 2022-01-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8296) من المرسل السابق، يقول: والدة خطيبتي التي هي خالتي أخت أمي، قالت: بأنها بريئة من أختها وأنها لا أخت لها، ووالدتي حتى هذه اللحظة تتذكر أختها، وتبكي، وأوصتني إذا ماتت أو مرضت بألا تدخل عليها أختها، فما حكم الدين في هذه الوصية، هل نقوم بتنفيذها على الرغم بأنها لم تحضر للقرية لزيارة أختها، ولا تفكر في ذلك؟

الجواب:

        هذه المسألة تحصل كثيراً بين الأقارب، وإذا بُحث عن السبب فإنه يكون بسيطاً، والمفروض أنه لا يحصل بين الشخصين، أو مشكلة تستمر، وينشأ عنها التقاطع، وتكون هذه المشكلة من حقوق النفس؛ لأن ما كان من حقوق النفس فالإنسان له حق التنازل عنه، فيملك الإنسان التنازل عنه، أما ما كان من حق الله -جل وعلا-، فهذا لا يملك الشخص التنازل عنه.

        فنصيحتي لأي شخصٍ كان أنه ينظر إذا حصل بينه وبين شخصٍ ما خلاف سواءً مثلا بين الزوجين، بين الوالد وولده، بين الأخ وأخيه، بين بعض أفراد الموظفين في الإدارة الواحدة، إلى غير ذلك من العلاقات التي تكون بين الناس، يُنظر إلى السبب، فإذا كان السبب حقاً من حقوق الشخص، فإنه يتنازل عنه، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، ويقول -جل وعلا-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}[1] فيتنازل الإنسان ويثيبه الله -جل وعلا- على هذا التنازل، أما إذا كان الحق لله فلا، لا يجوز للإنسان أن يتنازل عنه؛ لأنه ليس من حقه، وإنما هو حقٌ لله -جل وعلا-، وبالله التوفيق.



[1] الآيات (33 - 36) من سورة فصلت.