Loader
منذ سنتين

قول الله -تبارك وتعالى-: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ....}، هل هذه الآية خاصة بالنبي ﷺ أم هي عامة؟


  • فتاوى
  • 2022-02-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10222) من المرسلة السابقة، تقول: قول الله -تبارك وتعالى-: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)}[1] هل هذه الآية خاصة بالنبي ﷺ أم هي عامة؟

الجواب:

        الرسول ﷺ يتصف بصفات ؛ منها: صفة البشرية: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}[2]، ومنها صفة تلقي الوحي وتبليغه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}[3]، ومنها أنه مفتٍ، ومنها أنه قاضي يتصرف تصرف البشرية، وتصرف التبليغ، وتصرف القضاء، وتصرف الإمام؛ يعني: الحاكم العام بصفةِ  الإمامة.

        وإذا نظرنا إلى علاقة هذه الآية بالرسول ﷺ وجدنا أنها تتعلق به من جهة كونه بشراً، ومن جهة كونه مبلغاً، فبما أنه يبلغ البشر شريعة الله -جل وعلا- فهو -أيضاً - داخل في عموم هذا التبليغ، فليست هذه الآية خاصة بالرسول ﷺ. نعم، قد يكون له شيءٌ من الخصوصيات، وإلا الأصل أنه داخلٌ في عموم التشريع؛ بمعنى: إنه مكلفٌ بما كلف به الناس إلا ما دلّ دليلٌ على خصوصيته، فإذا دلّ دليلٌ على الخصوصية فإنه يؤخذ به كما في قوله -تعالى- في سورة الأحزاب: {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[4] فهذا دليلٌ على الخصوصية.

        ومن أراد أن يطلع على خصائص الرسول ﷺ سواءٌ كانت خصائصه على الأنبياء، أو كانت خصائصه على الأمة فعليه بمطالعة كتاب (الخصائص الكبرى) للإمام السيوطي -رحمه الله-. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (114-115) من سورة هود.

[2] من الآية (110) من سورة الكهف.

[3] من الآية (110) من سورة الكهف.

[4] من الآية (50) من سورة الأحزاب.