حكم أمر الصغير بالصلاة قبل بلوغه
- الصلاة
- 2021-09-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1508) من المرسل السابق، يقول: من كان دون البلوغ هل يؤمر بالصلاة؟
الجواب:
الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قال: « مُروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع »، فالصبي يؤمر بالصيام قبل البلوغ من أجل تعويده عليه، ومن أجل أن تتبين له مواقع الصواب ومواقع الخطأ في المدة التي يصومها إلى أن يبلغ، فإذا بلغ يكون قد تهيأ من الناحية الشرعية، وتهيأ -أيضاً- من الناحية التطبيقية التي عملها قبل البلوغ، فإذا بدأ الصيام بعد البلوغ يكون قد عرف أحكامه.
وكثير من الآباء يُهمل ولده -سواءٌ كان ذكراً أو كان أنثى- فلا يأمره بالصيام إلا بعد البلوغ.
وهناك خطأ يقع فيه بعض الأولياء، وهذا الخطأ هو عدم معرفة الشيء الذي يحصل به البلوغ، فبعضهم يعتبر البلوغ هو أن يبلغ الذكر أو الأنثى خمس عشرة سنة فقط.
وبناءً على ذلك إذا حصل شيء من علامات البلوغ قبل تمام هذه المدة لا يؤمر الشخص بالصيام، فالبنت قد تحيض وهي في سن مبكرة، تحيض إذا بلغت إحدى عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة، والحيض علامة من علامات البلوغ؛ فحينئذٍ تؤمر البنت إذا حاضت بالصيام.
وعلى هذا الأساس فكلّ امرأة لا بدّ أن تتأكد من ابنتها من ناحية الحيض، وعلى كلّ بنت أن تُبلِّغ أمها إذا حاضت من أجل أن تبيّن لها أن الصيام واجب عليها.
وقد سألني كثير من النساء بعضهن تسأل عن نفسها، وبعضهن تسأل عن بنتها، فقد يمضي عليها ثلاث سنوات أو أربع سنوات لا تصوم؛ لأنها تظن أن الحيض ليس علامة من علامات البلوغ؛ وإنما البلوغ هو خمس عشرة سنة، وبعضهن تظن أنها إذا حاضت في أول الشهر فإنها لا تصوم في الشهر كله، وبالإضافة إلى هذا الشيء أنها لا تغتسل أيضاً، وهذا دليل على ضعف الرقابة بين الأم وابنتها؛ وكذلك ضعف الرقابة بين ولي أمر الأسرة وبين ربة الأسرة وبين الأسرة، فلا بدّ أن يُراقب ولي أمر الأسرة كلّ فرد من أفرادها ما كان عن طريقه، أو ما كان عن طريق ربة الأسرة؛ من أجل المحافظة على تطبيق الأحكام الشرعية.
ومن علامات البلوغ -أيضاً- إنبات الشعر الخشن في القُبُل سواءٌ كان ذكراً أو كان أنثى، فإذا حصل الإنبات قبل خمس عشرة سنة في الذكر أو الأنثى، فإنه يكون بالغاً وتكون بالغةً، وبناءً على ذلك يجب الصيام.
وكذلك الاحتلام قد تَحتلِم المرأة أو يحتلم الولد قبل بلوغ خمس عشرة سنة. وقد سألني بعض الأشخاص أنه يحتلم وهو في سن الثانية عشرة؛ ولكنه يستحي لا يذكر ذلك لوالده، ولا يصوم.
فالمقصود أن علامات البلوغ بالنسبة للذكور هي إنبات شعرٍ خشن في القُبُل، والاحتلام، وبلوغ خمسة عشرة سنة؛ إذا حصل واحدة من هذه العلامات فإنه يجب الصيام، وما دون ذلك، فإنه مستحب. وبالله التوفيق.