Loader
منذ سنتين

توجيه الناس لتعلقهم بالدنيا والسير خلف المال والشهوات دون النظر إلى الشرع


  • فتاوى
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11267) من المرسل السابق، يقول: في هذا الزمان حصل تعلق بالدنيا وسير خلف المال والشهوات دون النظر إلى الحدود أو النواهي الشرعية، فما توجيهكم لهؤلاء؟

الجواب:

        الشخص تتعلق به مسؤوليات متعددة، من هذه المسؤوليات:

        - ما هو حق الله -عزوجل- عليه.

        - ومنها ما هو حق الأسرة: حق الزوجة، حق الأولاد، حق الأم، حق الأب، حق الأقارب.

        - ومنها ما يكون قد دخل فيه؛ مثل: الإنسان الذي يكون موظفاً عند دولة أو شركة؛ يعني: مستأجراً لمدة معينة يؤجر نفسه -مثلاً- ساعتين أو ثلاث ساعات.

        هذه الأمور الواجبة عليه  يجب عليه أن يؤديها كما طلبت منه، فلا يزيد على بعضها بحيث تطغى هذه الزيادة على الجوانب الأخرى؛ مثل: الذي جاء إلى الرسول ﷺ وقال: إنه يصوم ولا يفطر، وإنه تجنب النساء؛ إلى غير ذلك من الأمور التي عرضها. فقال إنه يصوم ولايفطر وإنه تجنب النساء إلى غير ذلك من الأمور التي عرضها ، فقال له الرسول ﷺ: « أنا أصوم وأفطر وأنام وأقوم -يعني أصلي- وأكل اللحم واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ». وقصة المرأة التي أثنت على زوجها ثناء عاطراً؛ بمعنى: إنه هجر فراشها يصوم النهار ويقوم الليل وهجر فراشها هجراً كاملاً، فقُضي عليه بليلة من أربع: ليلة للمرأة، وثلاث ليال جعلت له[1].

        أما بالنظر إلى الأمور التي يقوم بها الإنسان من جهة طلب الرزق، فهو مطلوب منه أن يسعى إلى الرزق؛ ولكن قال الله -تعالى-: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[2]، وقال -جلّ وعلا-: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}[3].

        يتبين من هذا الكلام أن هذه الشريعة شريعة وسط فيما يتعلق بحق الله على العبد، وفيما يتعلق بحق العبد على نفسه، وفيما يتعلق بحق الغير من الناس على هذا العبد؛ فيعمل موازنة بين هذه الأمور بحيث إنه إذا سلك مسلكاً منها لا يكون فيه ضرر على المسالك. وبهذه الطريقة يكون قد سار على طريق سليم.

        أما بالنظر إلى من يغرق في أمور الدنيا، وتشغله عن حق الله، وعن حق نفسه، وعن الحقوق الواجبة عليه للأفراد الآخرين؛ فهذا لا يجوز له أن يسلك هذا المسلك.

         مثل: شخص يشتغل في الدنيا ومن كثرة أشغاله في الدنيا يحصل بذلك خلل في صلاته، وهذا الخلل قد يكون من جهة أنه لا يصلّي مع الجماعة، أو أن يؤخر الصلاة عن وقتها، أو أنه لا يصلّي أصلاً؛ بحيث إن هذه المشاغل الدنيوية تتمكن من فكره وتسيطر عليه؛ وبالتالي ينسى ما هو حق لله ويغرق في هذا الطريق.

        وهذه الطريقة ليست بطريقة طيبة؛ بل هذه طريقة محرمة، فعليه أن يؤتي كلّ ذي حق حقه. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه عبدالرزاق في مصنفه(7/148)، رقم(12587).

[2] من الآية (77) من سورة القصص.

[3] من الآية (110) من سورة الإسراء.