Loader
منذ سنتين

ما الصحيح في مسألة الرمي أيام التشريق؟


الفتوى رقم (11606) من عدة مرسلين، وتدور حول: مسألة الرمي أيام التشريق، هناك من أفتى بجواز الرمي بعد صلاة الفجر، ومنهم من حدد ذلك بعد الزوال، ومنهم من قال: قبل الزوال بساعتين ونحو ذلك، ما الصحيح في هذه المسألة؟

الجواب:

الأعمال التي يعملها الإنسان وقد تعبّده الله -جل وعلا- بالإتيان بها لابد لها من أمرين:

الأمر الأول: الإخلاص. والأمر الثاني: المتابعة.

ومعنى المتابعة: أن الشخص يتقيد بهذا الأمر المشروع من جهة أصله، ومن جهة كميته، ومن جهة كيفيته، ومن ناحية مكانه وزمانه.

فإذا حصل خللٌ فإن هذا الخلل يمنع اعتبار المتابعة. والخلل قد يكون معاكساً تماماً للمشروع، وقد يكون يأتي بجزءٍ من المشروع مع قدرته على الباقي، وقد يُخل به من ناحية المكان، وقد يخل به من ناحية الزمان.

وهذه المسألة المسؤول عنها إذا نظرنا إلى محلها من المتابعة وجدنا أن الرسول ﷺ حج حجة الوداع، وكان ﷺ يُكثر من قوله: « خذوا عني مناسككم ». وفي بعض الأوقات يقول: « خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ».

        وإذا نظرنا إلى هذه المسألة وجدنا أن الرسول ﷺ جلس في منى وكان يتحين الزوال في الأيام الثلاثة، ولا يرمي إلا بعد الزوال. وقد قال ﷺ: « خذوا عني مناسككم »، فلماذا لم يرمِ في اليوم الحادي عشر، أو في اليوم الثاني عشر، أو في اليوم الثالث عشر! لماذا لم يرمِ قبل الزوال؟ ليبين للناس أن الوقت فيه متسع.

        وفيه أشخاصٌ  توسعوا في مسألة الفتوى في هذه المسألة وفي غيرها من مسائل الحج.

        لكن مما يؤسف له أن هذه الفتاوى لا تستند على أصولٍ شرعية، ففيه من يقول: إن رمي الجمار وقته موسع، فمن أراد أن يقدّم أو يؤخّر فإن الأمر فيه سعة، ولكن تقيّد الإنسان بهدي الرسول ﷺ سببٌ من أسباب صحة العمل من جهة، وقبوله من جهةٍ أخرى.

        فعلى الشخص أن يسأل عن هدي الرسول ﷺ في أقواله وفي أعماله ويتبع هذا الهدي. يقول الله -جل وعلا-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[1]، ولا يغتر الشخص بفتوى فلانٍ أو فلان؛ فإن القدوة في ذلك محمدٌ ﷺ. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (31) من سورة آل عمران.