حكم الاستماع للأغاني ومدى صحة أحاديث الوعيد التي وردت في ذلك
- فتاوى
- 2021-09-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1357) من المرسل السابق، يقول: الاستماع إلى الأغاني حرام وخاصة للنساء، وسوف يُصب في آذان المستمعين إلى الأغاني رصاص يوم القيامة، فأرجو أن تخبرونا عن مدى صحة هذا الكلام.
الجواب:
السمع وسيلة من الوسائل التي ينفذ معها الصوت إلى القلب، والصوت الذي ينفذ معها يكون له تأثيره على القلب، فإذا كان الصوت ينقل شيئاً مشروعاً؛ كالقرآن، والأدعية الشرعية، والأحاديث النبوية؛ فإنها تؤثر على القلب تأثيراً حسناً. وإذا كان المنقول من الأمور المحرمة كالأغاني؛ فإنها تؤثر على القلب تأثيراً سيئاً. والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قال: « ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب »[1].
فإذا كان القلب صالحاً كان لهذا الصلاح أثر على جوارح الإنسان، فتكون جوارحه قوية على أداء الأمور المشروعة من الواجبات كالصلوات الخمس، ومن الأمور المسنونة كرواتب الصلاة وغير ذلك من الأمور المشروعة.
المقصود أن صلاح القلب له أثر عظيم على جوارح الإنسان من ناحية أنه يقويها على طاعة الله من جهة، ويُضعفها عن ارتكاب ما نهى الله عنه من جهة أخرى.
وإذا فسد القلب فإن فساده يؤثر على الجوارح؛ وبالتالي تكون الجوارح نشطة على ارتكاب ما حرم الله -جلّ وعلا-؛ كل جارحة فيما يخصها. فحينئذ يكون الشخص متصفاً بصفة سيئة، وهو أنه لا يجد لذة إلا بارتكاب ما حرم الله -جلّ وعلا-. وإذا أراد أن يعمل شيئاً من الأمور التي تُرضي الله -جلّ وعلا- من فعل واجب أو مسنونٍ أو ترك محرم؛ فإنه يجد ضيقاً وقلقاً في نفسه؛ وبالتالي يستمر على ارتكاب ما حرم الله -جلّ وعلا-.
فعلى السائل أن يعلم أن ما سأل عنه لا يجوز سماعه لا بالنسبة للرجال، ولا بالنسبة للنساء؛ وكذلك بالنسبة للأطفال؛ لأن الحكم في هؤلاء سواء. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه(1/20)، رقم (52)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات (3/1219)، رقم(1599).