Loader
منذ 3 سنوات

ينتشر في بيئته عمل المعاصي ونصحهم ويتضايقون منها وتسمع كلاماً يضايقها، فهل تتوقف عن الإنكار؟


  • فتاوى
  • 2021-08-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7208) من المرسلة ف.ك. أختنا بعثت برسالة طويلة مفادها بأنها فتاة ملتزمة تقول: أعمل قدر المستطاع لإرضاء ربي سبحانه وتعالى والإقلاع عن المعاصي. لدي مشكلة تكمن في البيئة التي أعيش فيها؛ يعني: أرى كل من حولي في خطأ ومعصية وإن كانت معصية صغيرة فإنهم يصرون عليها، حاولت نصحهم لكن يتضايقون من كلامي؛ بل منهم من يقول لي: إني أفعل كي يقال عني: مطوعة؛ ولكن الله يعرف ما هو قصدي، منهم من يزعم أن فعله ليس معصية ويقول: أنا أفعل ذلك كي يقال عني: صاحب إسلام، ومنهم من قال لي: لك الإسلام وغيرها من الكلمات التي تجرح شعوري وتؤلمني، بدأت لا أقدم لهم النصائح إلا قليلاً، وأظن أني سأتوقف إن كان هذا هو زعمهم لي لولا مخافة الله سبحانه وتعالى فقلبي لا يطاوعني بالسكوت على معاصيهم، كذلك عندما أفتح على قناة القرآن أو على شريط إسلامي على المسجل فإنهم يأمروني بإخفاض الصوت وإطفائه؛ لأنه يسبب لهم الضيق والضجر؛ أما هم فيسمعون الأغاني المحرمة ويرفعون أصواتهم وهم في غاية السعادة، وجهوني كيف أتعامل معهم؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « مَنْ رأَى مِنكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ »، فأنت مكلفة في حدود استطاعتك فإذا كان بالإمكان التغيير باليد وجب، وإذا تعذر هذا فالتغيير باللسان وهو بيان الحكم بأن هذا أمرٌ لا يجوز وإذا تعذر هذا فإنك تكرهين صاحب المعصية وتكرهين المعصية هذا هو الواجب، أما القبول؛ يعني: كونهم يقبلون ما يحصل منك من نصائح دينية فالقبول ليس بيدك؛ إنما هو بيد الله -جل وعلا- فإن الهداية هدايتان:

        الأولى: هداية دلالة وإرشاد، وهذه هي التي جعلها الله للرسل، وجعلها -أيضاً- لأهل العلم، ولهذا يقول الله -جل وعلا- لنبيه: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"[1].

        والثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهذه بيد الله -جل وعلا- ولهذا يقول الله -جل وعلا- لنبيه: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[2]، فهداية التوفيق والإلهام هي بيد الله وحده -جل وعلا-، ولا ينبغي حصول مضايقة منك لهذا الأمر؛ بل عليك أداء الواجب وكذلك الدعاء لهم. وبالله التوفيق.



[1]  من الآية (52) سور الشورى.

[2]  من الآية (56) من سورة القصص.