Loader
منذ 3 سنوات

حكم البدعة؟ وكيف نتوقاها؟


  • البدع
  • 2021-08-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7179) من المرسل السابق يقول: ماحكم البدعة؟ وكيف نتوقاها؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، وجاءت أدلة دالة على تحريم الإحداث في الدين، وأن الشخص إذا عمل عملاً محدثاً في باب الاعتقاد أو في باب العبادات فإنه مردودٌ عليه.

        أما بالنظر إلى المحدثات في باب العادات فإنه يحدث للناس أمورٌ كثيرةٌ في أمور دنياهم؛ لكن ليس فيها تعبد لله -جل وعلا-، مثل الآن شق الطرق، ومثل ركوب الطائرات، وركوب السيارات؛ هذه كلها أمورٌ حدثت؛ لكنها من أمور الدنيا وليست من أمور الدين.

        والبدعة تارةً تكون بدعةً أصلية وذلك بأن يأتي الإنسان بأمرٍ يتعبد فيه وليس بمشروعٍ أصلاً؛ كمن يأتي بفريضةٍ سادسة من فرائض الصلاة، أو يزيد ركعةً في إحدى الصلوات، المهم أنه ينشئ عبادةً أو ينقص أيضاً؛ لأن هذا داخل في الحدث، هذه يقال عنها: إنها بدعةٌ أصلية.

        وفيه بدعةٌ إضافية وهذه البدعة الإضافية يكون الشيء مشروعاً من حيث الأصل؛ لكن قد يُقيد بمكانٍ، أو يُقيد بزمانٍ، أو يُقيد بهيئةٍ معينة، فمثلاً التكبير الجماعي التكبير: من حيث الأصل مشروع؛ لكنه بدعةٌ إضافيةٌ إذا كان على هيئة الجماعة، فعلى الإنسان أن يبتعد عن جميع هذه الأمور، وعليه أن يبحث عن هدي الرسول ﷺ من جهة أقواله وأفعاله يحرص عليها: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"[1]، أما اتباع مشيخة الطرق الذين يزيدون في العبادات أو ينقصون منها بحجة أن هذا فيه خيرٌ للإنسان فهذا أمرٌ لا يجوز، وهكذا بالنظر لما إذا كانت البدعة إضافية.

        ومما يستحسن التنبيه عليه -هنا- أن فيه من العلماء المتقدمين من كتب في هذا الموضوع ككتاب الاعتصام للشاطبي -رحمه الله- فإنه بيّن في هذا الكتاب معنى البدعة وأقسامها؛ وهكذا بالنظر إلى أدلتها، وذكر كثيراً جداً من الأمثلة، وكذلك كتاب البدع والنهي عنها، وكذلك كتاب الإبداع في مضار الابتداع، كذلك السنن والمبتدعات إلى غير ذلك من الكتب التي ألفت في هذا الباب.

        فعلى الإنسان مطالعتها ليتبين له الموضوع على وجهٍ موسعٍ؛ لأن وقت البرنامج محددٌ، وفي هذا الكلام كفايةٌ للتنبيه على الموضوع. وبالله التوفيق.



[1]  من الآية (31) من سورة آل عمران.