Loader
منذ سنتين

أنا امرأة أحفظ كتاب الله، وملتزمة تزوجت من ابن عمي وعنده مخالفات، وأقرأ قوله -تعالى-: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} إلى آخر الآية، هل أنا من الخبيثات الذين هم للخبيثين؟


  • فتاوى
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9949) من مرسلة من السودان، تقول: أنا امرأة أحفظ كتاب الله كاملاً، وأخاف الله في السّر والعلن، وأحرص على تقواه، وأصون حياتي الزوجية، تزوجت من ابن عمي وأنجبت منه ولداً وبنتاً من خلال عشرتي معه عرفت عنه عدة صفات سيئة، منها: أنه يتكاسل عن أداء الصلاة وصيام رمضان، ويقصّر في الواجبات الشرعية والعائلية، ويشرب الخمر المُسكر، ويلعب الميسر، ويتعامل بالربا، ويتعاطى الدخان، ويهوى النساء الأجنبيات، ويسهر الليالي مع القنوات الفضائية، ويسيء للآخرين بالغيبة والنميمة. تقول: أقرأ قوله -تعالى-: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}[1] إلى آخر الآية، هل أنا من الخبيثات الذين هم للخبيثين؟ وأين أنا من هذه الآية الكريمة؟ وماذا أفعل مع زوجي أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        بعض الأشخاص إذا أراد أن يتقدم لخطبة امرأة فإنه يكون على هيئةٍ مقبولة، وبخاصةٍ من النواحي الدينية، وإذا تزوج انقلب وتبين على حقيقته.

        فبعض النساء تسأل تقول: إن زوجها لا يصلي وكان قبل ذلك من الملتزمين، ولا يصوم؛ يعني: يظهر لنا أنه يصوم معنا ولكنه يفطر في السر؛ وهكذا من ناحية المخالفات الشرعية، وكما أن هذا يكون موجوداً في الرجل فكذلك يكون موجوداً في المرأة، فالنساء شقائق الرجال.

        وعندما يعلم الشخص إذا كان رجلاً وتقدم لامرأة وكانت متصفة بصفاتٍ مخالفةٍ للإسلام، أو الرجل متصف بصفاتٍ مخالفةٍ للإسلام؛ فقد ثبت عن الرسول ﷺ أنه قال: « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين ترتبت يداك ».

        وبناءً على ذلك فإن الشخص لا يغّلب حالة من الحالات السابقة؛ ولكن إذا كانت المرأة متصفة بالدين فإنه يتقدم لها، وإذا تقدم لها وأخذها وتغيرت حالها من الحالة الطيبة إلى الحالة السيئة؛ فإنه يحاول بقدر استطاعته أن يقيمها وأن يردها إلى الصواب، وإذا امتنعت فقد قال الله -جل وعلا-: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}[2] فيتركها، وقد قال ﷺ: « من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه ».

        وكما أن هذا في المرأة فكذلك في الرجل يكون على حالةٍ حسنةٍ قبل الدخول؛ لأنه إذا كان على حالةٍ سيئة فهذا تبتعد عنه المرأة؛ لكن إذا كان على حالةٍ حسنة قبل العقد وقبل الدخول ثم لما تم العقد وتم الدخول ومضى ما شاء الله من الزمن تبين على حقيقته كما ذكرت السائلة؛ فإنها ذكرت صفات سيئة لهذا الرجل فإنها لا تستمر معه؛ لأن هذه الأعمال التي يعملها ومصممٌ عليها ويتعمدها هذه تفسده وتفسدها -أيضاً- لو استمرت معه، وتفسد الأولاد الذين يأتون منها لهذا الزوج، فتتركه لوجه الله -جل وعلا- لقوله ﷺ: « من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه ». وبالله التوفيق.



[1] من الآية (26) من سورة النور.

[2] الآية (130) من سورة النساء.