Loader
منذ سنتين

معنى قوله تعالى : "وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا....."


  • التفسير
  • 2021-12-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2938) من المرسل السابق، يقول: ما معنى قوله تعالى: "وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ"؟

الجواب:

 الله -سبحانه وتعالى- قال في محكم كتابه: "وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"، "وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"، فالله -جلّ وعلا- له مشيئة، وقد أعطى العبد مشيئة، ومشيئة العبد تابعةٌ لمشيئة الله. وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

وعلى العبد أن يفعل الأسباب التي توصله إلى مرضاة الله -جلّ وعلا-؛ سواءٌ كانت الأسباب قولية، أو فعلية، أو قصدية. وأن يتجنّب الأسباب التي توصله إلى غضب الله -جلّ وعلا-، ولا فرق في ذلك بين الأسباب القولية، والأسباب الفعلية، والأسباب القصدية.

وعندما يوفقه الله -جلّ وعلا- لفعل الخير، ويجنّبه فعل الشر، فهذا من فضل الله -جلّ وعلا-، وكرمه، وإحسانه، ولطفه بعبده. وإذا أساء الإنسان وباشر أسباباً توصله إلى غضب الله -جلّ وعلا-؛ سواءٌ كان ذلك من باب ترك الواجبات، أو كان بفعل المحرمات، فهذا من عند نفس العبد، "مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ"[1] فما أصابك من حسنةٍ فمن الله، وما أصابك من سيئةٍ فأنت المباشر لها وهي من كسبك. وبما أنها من كسبك وأنت المباشر لها؛ فإنك تلقى جزاءها إن لم يعفُ الله -جلّ وعلا- عنك؛ هذا بالإضافة إلى أنه قد تحصل توبة للعبد قبل مماته، لكن إذا مات على ما دون الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، والنفاق الأكبر؛ فحينئذٍ يكون تحت مشيئة الله -جلّ وعلا-. إلا بالنسبة للشرك الأصغر فإنه لا يغفر؛ ولكن إما أن يدخل الله صاحبه النار فيطهّره، وإما أن يقلّل من حسناته، وذلك لعموم قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"  وبالله التوفيق.



[1] من الآية (79) من سورة النساء.