Loader
منذ 3 سنوات

توجيه للمرأة دائمة الشجار مع زوجها


الفتوى رقم (5357) من المرسل السابق، يقول: بعض النساء دائمة الشجار مع زوجها، أرجو منكم التوجيه لقطع هذه العادة.

الجواب:

        إذا سلك الزوج المسلك الشرعي مع المرأة، وسلكت المرأة المسلك الشرعي مع الزوج، ولم يكن هناك أمور خارجية مؤثرة فيحصل الوئام بينهما؛ لكن عندما يسلك الرجل مع المرأة مسلك التعسف، أو أن المرأة تسلك مع زوجها مسلك التعسف. فالمرأة قد تستخدم السيطرة مع الرجل؛ إما بالنظر لما يحصل عندها من تصورٍ لضعف شخصيته، أو لقلة ماله، أو لغير ذلك من الأسباب. وهو بدوره قد يتسلط عليها لأسبابٍ أخرى. وعلى هذا الأساس فالتسلط الذي يكون من هذا النوع لا يجوز أن يصدر من الرجل، ولا يجوز أن يصدر من المرأة. وحينما يصدر شيءٌ من ذلك يعالج بالطريقة التي تجلب المصلحة وتدرأ المفسدة؛ أما إذا كان سبب الشجار بين الرجل وبين المرأة أن الرجل يفعل ما حرم الله؛ سواء فيما كان ما بينه وبين الله، أو كان فيما بينه وبين نفسه، أو كان فيما بينه وبين زوجته. فمثلاً فيما بينه وبين الله يكون متهاوناً في الصلاة وزوجته عندها دين وتحركه على الصلاة فينشأ الشجار بينهما، قد لا يصلي مطلقاً، وقد لا يصلي مع الجماعة، وقد يصلي بعد خروج الوقت؛ إلى غير ذلك مما يكثر السؤال عنه، فهذا متهاونٌ في حق الله جل وعلا. وبعضهم إذا جاء رمضان يفطر داخل البيت ويخرج للناس صائماً، وزوجته تعلم أنه يفطر داخل البيت وتنصحه ويقول: إنها تتعدى عليه وتسئ الأدب إلى غير ذلك، مع أنه هو المتسبب والمتهاون في حق الله -جلّ وعلا-. وبينه وبين نفسه قد يشرب الخمر في البيت، وقد يشرب الخمر خارج البيت، وقد يسهر سهراتٍ فيها ريبة فتنصحه زوجته عن ذلك، ويقول: إن زوجتي تسيء الأدب معي. والواقع أنه هو السبب في ذلك. وقد يكون متعدياً في حقها؛ يعني: يعمل معها ما حرم الله عمله في حالة الاتصال بها الاتصال المشروع، فهناك اتصال بالمرأة مشروع واتصالٌ ممنوع، فحينئذٍ هو يسلك الاتصال الممنوع، وبعد ذلك تكون زوجته عندها دين وتثور وتغضب لذلك، فيقول: إن زوجته متسلطةٌ عليه. ويكون هو السبب في ذلك.

        أو يكون العكس نفس الشيء المرأة لا تصلي، وقد لا تصوم، وقد تخرج من البيت، وقد تدخل في البيت رجالاً، وقد تشرب الخمر لأن هذا سئل عنه.

        أنا غرضي من هذا هو أن السبب قد يكون ناشئاً من جهة الزوج، وقد يكون ناشئاً من جهة المرأة، ولا يكون هذا السبب مشروعاً؛ ففي مثل هذه الحال ينظر ويسلك في حل المشروع المسلك الشرعي. وبالله التوفيق.