كيف يكون جمع الصلاة للمسافر وقصرها؟
- الصلاة
- 2021-12-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3143) من المرسل م. ر. ف، يقول: كيف يكون جمع الصلاة للمسافر وقصرها؟
الجواب:
إن المسافر قد يكون مسافر سفر معصية، ومعنى أنه مسافر معصية كأن يكون من قطّاع الطريق، أو يكون من السّرّاق، أو أنه يكون من مروجي الحشيش، أو من مروجي الخمر؛ فهذا لا يترخّص برخص السفر.
وقد يكون سفر الشخص واجباً، وقد يكون مندوباً، وقد يكون مباحاً. فإذا كان الإنسان مسافراً سفراً مشروعاً، وكانت المسافة التي يريد أن يقطعها مسافة يومين قاصدين؛ يعني: بمقدار ثمانين كيلو تقريباً، فهذه المسافة يجوز له أن يترخّص برخص السفر من ناحية الجمع، ومن ناحية القصر.
وأما من جهة الإقامة: فإذا سافر الإنسان وأقام في بلدٍ أكثر من أربعة أيام؛ يعني: نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام، فإنه لا يترخّص برخص السفر. أما إذا نوى الإقامة دون ذلك، أو لم تكن له إقامةٌ محددة؛ يعني: ليس لديه تحديدٌ للوقت الذي يسافر فيه من البلد التي دخلها، فهذا يترخّص برخص السفر.
وإذا بدأ الإنسان السفر وفارق عامر قريته، فإنه يبدأ بالأخذ بالرخصة، فيجمع بين الظهر والعصر مثلاً، فإذا زالت الشمس وهو مقيمٌ لم يفارق عامر قريته، ثم نزل في مكان فيصلّي الظهر والعصر جمع تقديم. وإذا اشتد به السير، وزالت الشمس وهو يسير فإنه يؤخّر الظهر مع العصر، ويصلّي الظهر والعصر جمع تأخير. وهكذا بالنظر للمغرب والعشاء، فإذا غربت الشمس وهو نازل، فإنه يجمع بين المغرب والعشاء، وإذا جدّ به السير واستمر، فإنه يؤخّر صلاة المغرب ويصلّيها مع العشاء.
وإذا كان نازلاً سواءً كان في البر، أو كان في البلد، فإنه إذا صلّى كلّ صلاةٍ في وقتها، صلّى الظهر ركعتين في وقتها، وصلّى العصر ركعتين في وقتها، وصلّى المغرب ثلاث ركعات، وصلّى العشاء ركعتين في وقتها؛ فهذا أفضل له.
وإن جمع بين الظهر والعصر وهو مقيمٌ، أو جمع بين المغرب والعشاء وهو مقيم، فإن ذلك جائزٌ له، فقد جمع الرسول ﷺ بين الظهر والعصر في غزوة تبوك وهو مقيم، وهذا يدل على أن المقيم يجوز له أن يجمع.
لكن عندما يكون الإنسان في بلد، ويكون قريباً من مسجد ويسمع الأذان، ويسمع الناس يصلّون، فإنه يذهب إلى المسجد ويصلّي مع الناس؛ يعني: يأتم بالمقيم، وإذا ائتمّ بالمقيم فإنه يصلّي صلاة مقيمٍ. وبالله التوفيق.