الفتوى رقم (1907) من المرسل السابق، يقول: قال رسول الله ﷺ: « إذا انطلقت دابة أحدكم في الفلاة فليقل: يا عباد الله احبسوا »[1].ما مدى صحة هذا الحديث؟ وإذا كان صحيحاً فما معناه، خاصةً وأن لدينا بعض الناس يحتجون به في موضوع الاستعانة بغير الله، حيث أنهم يجوزون الاستعانة بغير الله، ويحتجون بالحديث الذي ذكرته، أفيدوني أثابكم الله.

الجواب:

الاستعانة لها حالتان:

الحالة الأولى: أن يستعين الشخص بمخلوقٍ فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا، وهذا النوع من الاستعانة، شرك بالله جل وعلا، إن استعاذ أو استعان بمخلوقٍ فيما لا يقدر عليه إلا الله، يكون هذا من الشرك الأكبر، وإذا استعان بغائبٍ، فأيضاً هذا لا يجوز، وإذا استعان بميتٍ ، فهذا أيضاً لا يجوز، فالاستعانة بالغائب والاستعانة بالأموات، وكذلك الاستعانة بالحي الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله، كل هذه الأنواع محرمة ولا يجوز للإنسان أن يفعلها، ومن رأى أحداً يفعلها ، فعليه أن يُنكر عليه.

وظاهرة: "يا عباد الله احبسوا" ظاهرة الاستعانة بالجن، هذه ظاهرة موجودة في كثيرٍ من البلدان، وهذا لا يجوز للإنسان أن يفعله كما سبق تفصيله، لكن الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما يستطيعه كاستعانة بعض الناس في بعضٍ، يعني من ناحية بعض الأمور، وهذه أمور مشاهدة فيما بين الناس، يستعين شخصٌ بشخصٍ بأن يحمل معه متاعاً مثلاً على دابته، يستعين به في قرض من ماله، يستعين به في صدقة ويتصدق بها عليه وما على ذلك، فهذه الأمور تكون جائزة، فتبين بهذا أن الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه ليس فيها شيء، وأن الاستعانة بالغائبين أو بالأموات أو الاستعانة بالحي الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله، أن هذه من الأمور المحرمة، وبالله التوفيق.