حكم الكذب في المزاح
- فتاوى
- 2021-12-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2411) من المرسل السابق، يقول: ما حكم الكذب في الأمور البسيطة؛ كالمزح مثلاً؟
الجواب:
الأصل أن الكذب لا يجوز، والأدلة كثيرة على تحريم الكذب، والشخص الذي يتساهل في استخدام الكذب في أمورٍ يظنها يسيرة؛ لكن الكذب -في حدِّ ذاته- عظيم، لماذا؟ لأنه قد يكذب في أمر يدّعي وقوعه وهو لم يقع، أو يدّعي عدم وقوعه وهو واقعٌ، والله يعلم الأمور على ما هي عليه، فهذا كما أنه كذب بالنسبة للشخص الذي وجه إليه الكلام، فهو مخالفٌ لعلم الله -جلّ وعلا-، وفيه تعويدٌ لنفسه على الكذب، ويكون صفة من الصفات له، ويتساهل في ذلك؛ لأن النفس إذا رُبيّت على صفةٍ سيئةٍ تربت عليها واستمرت، وصعب زوال هذه الصفة عنها، وإذا تربّت على صفةٍ حسنة واستمرت عليها؛ صارت هذه النفس من النفوس المحسنة، والشخص الذي يحمل هذه النفس يكون مربّياً لغيره في تعويدهم الصفات الحسنة، ومنها الصدق، وإذا كان يتصف بالكذب فإن من يثق به سيسلك مسلكه؛ مثل: أولاده، وزوجته.
مثل إذا كان عنده ناسٍ يتبعونه، وبخاصةٍ قد يكون له مكانة، ويستخدم هذه الطريقة، فإنهم يسلكون هذا المسلك. فيكون قد أساء إلى نفسه، وأساء لمن حوله، وليس هناك مصلحة في كونه يسلك هذا المسلك الذي هو الكذب، وعليه أن يعوّد نفسه الصدق، وأن يعوّد أولاده الصدق، وأن ينكر على من يسمعه يقول شيئاً من الكذب، وبهذه الطريقة يكون قد سلك مسلكاً حسناً في نفسه، وأصبح قدوةً حسنة، وكون الشخص قدوةً حسنة، هذا لا شك أنه أحسن من أن يكون قدوةً سيئةً. وبالله التوفيق.