هل من لا يفهم الأمثال في القرآن في قلبه مرض؟
- التفسير
- 2021-07-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6751) من المرسلة أ.م. تقول: يقول الله سبحانه وتعالى: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"[1]، ما معنى قول الله -تعالى-: وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ؟ وهل الذي لا يفهم أمثلة القرآن يكون في قلبه مرض؟ وما سبب عدم فهم أمثلة القرآن أحسن الله إليكم؟
الجواب:
الأمثال في القرآن نوعٌ من أنواع علوم القرآن، والله I يضربها للناس على أنها وسيلة من وسائل البيان؛ كما في قوله -تعالى-: "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ"[2] الآية، فهذا فيه بيان ضعف المعتمد عليه الذي يُتخذ ولياً من دون الله -جل وعلا- فيه بيان لعجز هذا الشخص؛ ففيه ردٌ على الذين يتخذون أولياء من دون الله يعبدونهم من دون الله، أو يشركونهم مع الله -جل وعلا-، أو يطيعونهم في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، أو يطيعونهم في إسقاط شيءٍ من حقوق الله -جل وعلا-.
وجاءت -أيضاً- أمثلة في القرآن كما في قوله -تعالى-: "وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ"[3]، وهذا فيه بيان أمور وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ والأعمى هو الذي فقد بصره. والبصير توجد فيه الحاسة، وتوجد فيه القوة، وهذا فيه تنبيهٌ على أن الكافر أعمى، وأن المؤمن بصير. (ولا الظلمات) مثل ظلمة الليل والنهار لا يستويان؛ لكن المقصود من هذا أن الظلمات هي الشرك؛ وهكذا المعاصي فإنها ظلمات أيضاً. والنور هو الإيمان بالله وطاعة الله -جل وعلا-. "وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21)"[4]؛ يعني: الإنسان عندما يكون في ظل ليس كمن يكون في مكانٍ حارٍ جداً، وهذا فيه تنبيهٌ على النتيجة التي تنتج للكافرين وللمؤمنين؛ فإن المؤمنين يدخلون الجنة وهم أهل الظل، والكافرين يدخلون النار وهم أهل الحرور، وقوله -تعالى-: "وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ"[5] هذا -أيضاً- فيه تنبيهٌ على أن الكافر وإن كان موجوداً لكنه ميتٌ، والمؤمن موجود وهو حيٌ بوجود الإيمان فيه.
والبرنامج لا يتسع لتفصيل الكلام على أنواع الأمثال في القرآن، لكن بإمكان من يريد التوسع في ذلك أن يرجع إلى كتاب الإتقان في علوم القرآن، أو إلى كتاب البرهان في علوم القرآن يذكرون الأمثال على أنها نوعٌ من أنواع القرآن. وبالله التوفيق.