Loader
منذ سنتين

حكم صمت البنت عند والدها وإخوتها بسبب الخجل


  • فتاوى
  • 2021-12-18
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4310) من المرسلة ف.ف.ل من البحرين، تقول: عندما أجلس مع أسرتي في المنزل لا أشاركهم الحديث ولا أي شيء، بل أظل صامتة ومستمعة، وذلك بسبب الخجل وخصوصاً مع والدي، فهل عليّ إثم في هذا؟ وهل من كلمة حول الخجل وفقكم الله؟

الجواب:

        الشخص يتدرج تدرجاً بدنياً، ونفسياً، وعقلياً، وعلمياً، وعملياً مع مرور الزمان، والبيئة التي يعيش فيها؛ بيئة منزلية، بيئة علمية يتعلم، بيئة عملية، بيئة اجتماعية، كل هذه لها تأثير على شخصية الشخص من جهة الأمور التي يزاولها، ومن جهة الأشخاص الذين يتعامل معهم، ويتعاملون معه.

        فأنا أذكر بعض الأمثلة، فمن ذلك: وجود الشخص في البيت، عنده أبوه وأمه، يكون مثلًا أصغر الإخوة، أصغر الأولاد، أو يكون متوسط، عندما ننظر إلى معاملة الأب لأفراد الأسرة، نجده فظاً غليظاً، وعندما ننظرُ إلى الأم نجدها كذلك، فينشأ الشخص مكبوتاً لا تظهر مواهبه الفطرية التي عنده، ويحس أن الناس كأبيه وأمه، فإذا ذهب إلى المدرسة، أحس بأن المدرس كأبيه مثلاً، والبنت تحس أن المدرسة كأمها، فيحصل انغلاق نفسي، وتتقلص مواهب هذا الشخص، وتنشأ عنده هذه الصفة، وتستمر معه بحيث لا يحصل عنده انطلاق، فعندما يريد أن يتحدث مع مجموعة من الناس لا يستطيع سواء مثلاً يريد أن يتحدث معهم على شكل حديث عام، أو على شكل موعظة، أو على شكل إلقاء درس.

        فيحتاج إلى أن يعيد النظر في نفسه، ويزيل هذه الصفة، وليُعلم أن الصفة التي يتصف بها من عنده في البيت على ما وصفته، لا ينبغي أن يتصور أن هذه الصفة موجودة في الناس الآخرين على وجه العموم، فلكل شخصٍ صفته.

        بعض الآباء يعامل أولادهُ كما يعامل نفسه، بمعنى أنه لا يوجِد بينهم وبينه حواجز كلامية، ولا حواجز نفسيه، ولا حواجز مكانية إذا جلس في البيت، يجلسون حوله، ويسمح لهم في الكلام، ويتكلم معهم كأنه واحدٌ منهم، ويدربّهم على المواضع التي ينبغي أن يتنبهوا لها، فهذا الأب يكونُ على العكس من الأب في المثال السابق.

        وهكذا بالنظر للأم، عندما تعامل ولدها، تعامل بنتها بهذه المعاملة، فإن البنت تخرج منطلقة، والولد كذلك، ويحصل عندهم انفتاح أمام الناس الآخرين، بمعنى أنهم يحرصوا على أن يتكلموا، ويحرصوا أيضاً على أن يسمعوا من الناس الكلام.

        هذا بالإضافة إلى تنبيههم على مواضع الصواب إذا أصابوا، وعلى مواضع الخطأ إذا أخطأوا.

        فالمقصود هو أن التربية عنصر أساسي في حياة الفرد، وفي حياة المجتمع، وكل شخص مسؤول عما يخصه من هذا الجانب؛ فالأب مسؤول عن تربية أولاده، والأم مسؤولة عن تربية أولادها، والمعلم مسؤول عن تربية تلاميذه، وعلى هذا المسار. وبالله التوفيق.