Loader
منذ سنتين

هل علم الجرح والتعديل علم انتهى وقته فلا يمارس في عصرنا؟


  • فتاوى
  • 2022-03-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11833) من المرسل السابق، يقول: قيل إن علم الجرح والتعديل علم قد انتهى وقته فلا يصح أن يمارس في عصرنا ولا يطبق على الدعاة فيقال: فلان كذا وفلان كذا، فما قول فضيلتكم هل هذا صحيح؟

الجواب:

        من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- قال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}[1] وفي الحديث القدسي: « خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين »، وفي الحديث: « كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصّرانه أو يمجِّسانه ».

        فطريق الحق معروف وهذا الطريق يتمسك به من هداه الله -جل وعلا- إليه؛ لكن هذا الشخص الذي سلك هذا الطريق قد تعرض له عوارض، وهذا لا يختص بزمن دون زمن إلى أن تقوم الساعة، وهذه العوارض التي تعرض تختلف درجاتها، وقد يعرض عليه عارض الكفر الأكبر، أو الشرك الأكبر، أو النفاق الأكبر، أو الشرك الأصغر، أو الكفر الأصغر، أو النفاق الأصغر. وهذا الشيء الذي عرض له قد يحتاج إلى هذا الشخص في عمل الأعمال من أعمال المسلمين، وعندما يكون شخص عنده علم من حال هذا الشخص الذي عرض له هذا العارض فتشخيص هذا العارض عند من يُريد أن يوليه عملاً من أعمال المسلمين لا شك أن هذا من القرب التي يُتقرّب بها إلى الله، ولابد أن يكون هذا الشخص الذي يُريد عرض هذا العارض أن يشخِّص هذا العارض، ولا يأتي بكلمات مرتجلة أو كلمات عشوائية، وقد يكون فيها زيادة عن واقع هذا الشخص.

أما بعض الأشخاص الذين يجلسون في مجالس ويكون الواحد منهم مصاباً بالغرور في نفسه، وينظر إلى نفسه نظرة كمال، وينظر إلى غيره نظرة نقص، ويحاول أن يوجد قدحًا في كل شخص يخشى أن يكون أعلى منه درجة أو يكون مساوياً له في الدرجة، وذلك من أجل غسل أفكار الناس عن هذا الشخص، وبقاء صورته هو صورة مشرفة على أفكار الناس، وقد قال الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}[2]، ويقول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[3].

فلابد أن يتنبه الشخص للكلام الذي يقوله في شخص هل هذا الكلام الذي يقوله صحيح؟ وإذا كان صحيحًا فهل له موجب ؛ يعني: يحتاج إلى أن يتكلم به، وإلا فالرسول ﷺ يقول: « من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ». وبالله التوفيق.



[1] من الآية (30) من سورة الروم.

[2] من الآية (11) من سورة الحجرات.

[3] من الآية (12) من سورة الحجرات.