فتاة تمنعها والدتها من صيام النوافل بحجة أن الصيام يضعفها، هل تطيعها أم تقنعها؟
- الصيام
- 2022-02-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10563) من المرسلة أ. ع من الجزائر، تقول: أنا فتاة غير متزوجة أصوم عرفة وعاشوراء، وحاولت صيام الست من شوال، ويومي الإثنين والخميس؛ لكن والدتي تمنعني بحجة أن الصيام يضعفني، وقد استجبت لأمرها، هل أستمر في طاعة والدتي في ترك صيام هذه الأيام من النوافل أم أقنعها بضرورة الصيام؟
الجواب:
الليل والنهار خزانتان. والمكلّف يضع في هاتين الخزانتين ما يقدمه من أعمال وأقوال وأموال، وكفّ عمّا حرّم الله امتثالاً لنهيه، وقد يكف عمّا يجب عليه، وكل يوم يغلق على ما فيه، وكل ليلة تغلق على ما فيها، فإذا جاء يوم القيامة تفتح هذه الخزائن للعبد ويرى ما عمله في كل خزانة.
وبناءً على ذلك: فالإنسان يعتبر أنه لن يعيش إلا هذا اليوم إذا طال عمره، فهو لا يعيش إلا هذه الليلة إن طال عمره إلى نهايتها، فيغتنم هذه الأوقات ويعمل أعمالاً صالحة بقدر استطاعته؛ هذا بالإضافة إلى المحافظة على الواجبات؛ لأن الكلام في النوافل وليس الكلام في الواجبات فيغتنم هذه الأوقات، وليس لأحدٍ حق في منعه من أن يعمل أعمالاً صالحة. صحيح لو كان هذا العمل الذي يعمله؛ مثل: إنسان يريد أن يصوم لكن قرر الأطباء أن الصيام يضره! فهذا لا مانع من تركه. أو أن عمله الصالح يقلل من قيامه بالأمور الواجبة عليه؛ مثل: إنسان يصوم لكنه ينام في البيت ويجلس عن الكسب لأولاده، وليس عنده كسبٌ إلا إذا تسبب وخرج فهذا اشتغل في الصيام؛ لكنه اشتغل به في مقابل ترك واجبٍ، فإذا كان هذا العمل الذي يعمله الإنسان وهو عمل مستحب يؤدي إلى ترك واجبٍ من الواجبات فلا يجوز له أن يفعله. وبالله التوفيق.