Loader
منذ سنتين

الذي يذنب ذنوباً كثيرة ثم يتوب، هل يفضحه الله يوم القيامة بين الخلائق؟


  • فتاوى
  • 2022-02-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10746) من المرسل ش.ع. ي.ح، من الكداديف باليمن يقول: الإنسان الذي يذنب ذنوباً كثيرة ثم يتوب منها هل يفضحه الله يوم القيامة بين الخلائق؟

الجواب:

        الذنوب التي يفعلها الإنسان تختلف: قد تتعلق بنفسه، وقد تتعلق بحقٍ لله -جل وعلا-، وقد تتعلق بحق مخلوق؛ هذا من جهة.

        ومن جهةٍ ثانية: أن الذنوب التي يفعلها الإنسان قد تكون مشركاً أكبر، أو كفراً أكبر، أو نفاقاً أكبر، أو شركاً أصغر، أو دون ذلك من كبائر الذنوب.

        وعلى كل حال فإذا تاب الإنسان مما يتعلق بحق الله -جل وعلا- وتاب وهو في صحة ليس في آخر حياته؛ لأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، فإذا تاب الإنسان من هذه الحقوق توبةً صادقة فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[1]

        أما بالنظر للحقوق التي للخلق فهذه إن كانت حقوقاً مالية فإن التوبة لا تنفع فيها؛ بل لا بد له من ردها إلى أصحابها. وإن كانت هذه الحقوق قد تتعلق بعرضٍ فإنه يستبيح الشخص الذي تناول من عرضه، وإن تعذر عليه رد المال وتعذر عليه استباحة العرض فبالنسبة للمال فإنه يتصدق به، وبالنسبة للعرض فإنه يستغفر لصاحبه ويدعو له ويتصدق عنه لعل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر له، وأن تكون هذه الأمور في مقابل الذنب الذي ارتكبه.

        وفي هذه المناسبة ينبغي للمسلم أن يتنبه لنفسه من جهة عدم الإقدام على الذنوب؛ سواءٌ كانت الذنب من جهة ترك واجبٍ، أو كان من جهة فعل محرمٍ. وبالله التوفيق.



[1] الآية (53) من سورة الزمر.