Loader
منذ 3 سنوات

دليل ضعف الإيمان في قلب كل مسلم، والأمور التي تقوي الإيمان؟


  • الإيمان
  • 2021-08-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7161) من المرسلة السابقة، تقول: ما دليل ضعف الإيمان في قلب كل مسلم ؛ بمعنى: كيف يستشعر الإنسان أن إيمانه قد وهن وضعف؟ وما الأمور التي تقوي الإيمان؟

الجواب:

        الإيمان يزيد وينقص في قلب الإنسان، ويزيد وينقص أيضاً بالنظر إلى الأعمال التي يزاولها والأعمال التي يتركها، فالإيمان هو عبارةٌ عن التصديق بالقلب هذا من جهة، ومن جهةٍ ثانية امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ولهذا الرسول ﷺ قال: « لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن » فينتفي عنه هنا. عندما يفعل معصية يكون إيمانه قد نقص بقدر هذه المعصية، وكلما كثرت المعاصي كثر النقص في الإيمان، وهكذا بالنظر إلى ترك الواجبات، فإذا ترك واجباً من الواجبات صار هذا الترك نقصاً في الإيمان وهكذا، لكن فيه أمورٌ تزيل الإيمان من أصله؛ يعني: تنافي أصل الإيمان، وفيه أمورٌ تنافي كمال ثواب الإيمان، فمثلاً شخصٌ لا يؤمن بالله لا يؤمن بالكتب، لا يؤمن بالرسل هذا يكون قد خرج من دائرة الإسلام، إذا ترك الصلاة أيضاً: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر »، ويقول عمر رضي الله عنه: « لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة »؛ لكن حينما يرتكب كبيرة من كبائر الذنوب فحينئذٍ هذه الكبيرة كما مثلت فيما سبق؛ هذه لا تكون مخرجةً له عن الإسلام ولكنها منافية لكماله، وكلما ازداد الإنسان في ترك الواجبات وازداد في فعل المحرمات ازداد ضعف إيمانه، وقد يصل إلى درجة زوال الإيمان عن قلبه بالكلية.

        وعلى العكس إذا فعل طاعةً من الطاعات صارت زيادةً في الإيمان، كلما زادت محافظته على الطاعات وزادت محافظته على ترك المحرمات صار ذلك زيادةً في إيمانه.

        وهكذا أيضاً بالنظر إلى السنن؛ يعني: إلى فضائل الأعمال من قراءة القرآن؛ وكذلك العبادات ؛ الصلوات، وكذلك الصيام، كل هذه من الأمور التي تزيد في إيمان العبد.

        وبناءً على ذلك إذا حصل شعور بنقص إيمان الإنسان فعليه أن يفتش عن نفسه ويحدد مورد هذا النقص أو سبب هذا النقص، فإذا كان سبب هذا النقص ترك واجب يتلافاه يتوب ولا يعود إلى ترك الواجب، وإذا كان سبب هذا النقص فعل أمر محرم يتوب أيضاً إلى الله -جل وعلا- ولا يعود إلى هذا الفعل المحرم وهكذا.

        والإنسان هو طبيب نفسه. والله -جل وعلا- أعلم بالعبد من نفسه، والعبد أعلم بنفسه من غيره، فيتفقد نفسه فيما بينه وبين نفسه، ويعالج نفسه بنفسه؛ بمعنى: إنه يتحسس مواضع النقص ويسعى إلى إزالة هذا النقص ليحل محله الكمال النسبي، أما الكمال التام فهذا لا يمكن. وبالله التوفيق.