الفتوى رقم (2424) من المرسل السابق، يقول: يوجد في قريتنا مقابر تمر عليها الأغنام وغيرها من المواشي، فتلقي الأنصبة التي على القبور، فهل يجوز لأصحاب الأغنام إرسالها إلى تلك المقابر؟

الجواب:

المفروض أن البلاد التي يوجد فيها مقابر أن ينشئ فيها صندوق خيري يساهم فيه الأهالي؛ من أجل المحافظة على هذه القبور التي لم تسوّر، يسورونها على حسب إمكانيات هذا الصندوق، ولو بشبكٍ من حديد، حتى يأتي الوقت المناسب للبناء عليها. أما الإعراض عنها وامتهانها بالسيارات وبالأقدام، وبإلقاء القمامة عليها، وتسليط الأنعام عليها وسائر بهيمة الأنعام من الإبل والبقر، فهذا أمر لا يجوز؛ لأن الميت له حرمة، وينبغي لأصحاب البلدان أن يعتنوا بهذا الجانب عناية تبرأ بها ذمتهم أمام الله -جلّ وعلا- فهم يسعون في مصالح دنياهم؛ من الحراثة، والزراعة، وغرس النخيل، وإلى غير ذلك؛ ولكنهم يصرفون النظر عن هذا الجانب، فواجب أن يجعلونه جزءاً من الأمور التي يصرفون فيها نشاطهم المادي، ولهم في ذلك الأجر عند الله -جلّ وعلا-.

أما صرف النظر عن مثل هذه الأمور، وجعل العبء على الدولة في كلّ شيء، فهذا لا ينبغي، فالدولة تقوم بحسب استطاعتها؛ ولكن ينبغي للأهالي أن يساهموا فيما يستطيعونه، وهذا من التعاون على البر والتقوى، فأهل البلد لو أن عندهم غنم، احتاجوا إلى أن يأتوا براعٍ يرعاها، وهذا من باب المصلحة الدنيوية، فلماذا أمواتهم لا يسعون لحمايتهم، ويتعاونون في ذلك. وبالله التوفيق.