نصيحتكم لأصحاب العمل الذين لا يوفرون مساجد لموظفيهم، خاصة في الأماكن البعيدة عن المساجد
- الصلاة
- 2021-09-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1496) من المرسل السابق، يقول: نحن موظفون ولا يوجد مسجد قرب العمل، علماً أننا ناقشنا هذا الأمر مع المدير عدة مرات، وقد قال لنا في وقتٍ لاحق، وقد مضى على هذا الأمر أكثر من سنة، ولم يفعل شيئاً، نرجو أن توجهونا وتنصحون أرباب الأعمال والمسؤولين كي يهتموا بأمور المساجد.
الجواب:
هذه الظاهرة هي ظاهرة سيئة بالنظر إلى أنها تحصل من بعض الأفراد الذين يقومون بإدارة الأعمال، ومن المعلوم أن ذمم المكلفين مشغولة بحقوق الله -جلّ وعلا- قبل أن تُشغَل بحقوق المخلوقين، فعندما يجري عقد بين شخص وشخصٍ آخر ليشتغل عنده؛ فإن وقت الصلاة لا يدخل في هذا العقد، وقد بلغني أن كثيراً من رؤساء بعض الأعمال يمنعون الموظفين التابعين لهم من أداء الصلاة، يقولون: إن وقت العمل لا يسمح بأداء الصلاة، فهذا عمل لا خير فيه، فإذا كان الشخص المسؤول يمنع العامل من أداء الصلاة، أو يمنع العامل من أداء الصلاة جماعة، فهذا قد جنى على نفسه من جهة، وجنى على المجتمع من جهة أخرى، وعصى الله -جلّ وعلا-، وعصى رسوله ﷺ، وبدلاً من أن يكون قدوةً حسنة أصبح قدوةً سيئة، وقد يُعاقب بمحق البركة إما من جهة حياته؛ يعني: يزول عن هذه الحياة، أو أنه يصاب بأمراضٍ تجعله يعرف ربه من جهة، ويعرف ما فعله من جهةٍ أخرى، وقد يُصاب بمحق البركة من دنياه، وقد يُصاب بمحق البركة من ناحية بيته؛ لأن الله -جلّ وعلا- يُعاقب كلّ شخص بما يناسبه، فعلى جميع الأشخاص الذين يقومون بالقيادة الإدارية ويرتبط بهم أشخاص أن يتقوا الله في هؤلاء، وأن يعينوهم على طاعة الله -جلّ وعلا-، ويتركون لهم الفرصة من أجل أداء الصلاة إذا كان هناك مسجد قريب من العمل، يتركونهم يذهبون إلى المسجد يحددون لهم ربع ساعة أو ثلث ساعة، ولا مانع من أن تُضاف إلى آخر العمل؛ يعني: تضاف زيادة في نهاية الوقت، وإذا لم يكن هناك مساجد قريبة مطلقاً فبإمكانهم أن يراجعوا الجهات المختصة من أجل أن يُتفق على تحديد مكانٍ تبنيه الجهة على أن يكون مسجداً وقفاً لله -جلّ وعلا- يصلّي فيه هؤلاء، ويصلّي فيه من يمر به من المسلمين. وبالله التوفيق.