شروط النصيحة والناصح
- فتاوى
- 2021-07-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6587) من المرسل ك.ك. من الجزائر يقول: ما شروط النصيحة والناصح أحسن الله إليكم؟
الجواب:
أما بالنظر للناصح يكون عالماً بما يأمر به عالماً بما ينهى عنه، حكيماً فيما يأمر به وحكيماً فيما ينهى عنه، ويكون عاملاً فيما يأمر به وتاركاً لما ينهى عنه، وتكون نيته لوجه الله -جل وعلا-، وعندما تتم هذه الأمور فالله سبحانه وتعالى هو الذي يهيئ القلوب لقبول النصيحة. وقد سُئل رجلٌ ينصح الناس فقيل له: أنت إذا نصحت الناس أبكيت، ونحن إذا نصحناهم لم يحصل منهم بكاء، فقال: أنا أتكلم من قلبي وأنتم تتكلمون من ألسنتكم. فلا شك أن القصد له أثرٌ عظيمٌ في سلوك الشخص الذي يريد أن يكون ناصحاً للناس، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: "كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"[1].
أما بالنظر إلى النصيحة فالإنسان يُنصح من ناحية فعل الخير ومن ناحية اجتناب المحرم؛ ولكن يستعمل ذلك من ناحية الكم ومن ناحية الكيف في كلّ موطنٍ بحسبه؛ لأن النصيحة دواء، والشخص المنصوح هذا مريض، ومصابٌ بالداء والداء هو المعصية فالنصيحة هي الدواء؛ فحينئذٍ يصف الدواء الذي يناسب لإزالة هذا الداء؛ لأنه قد يُنصح ولكن نصيحة ينشأ عنها مفسدة فلا بدّ أن ينظر إلى النصيحة هل هي ملائمةٌ للمنصوح مكاناً وزماناً وكماً وكيفا ًوحالاً إلى غير ذلك من الأمور التي يمكن أن تكون موجودةً في المنصوح، فلا بدّ أن يُراعى جانب النصيحة وجانب المنصوح من وجهٍ آخر، وكذلك وجه الناصح يكون على وضع سليم كما سبق بيانه. وبالله التوفيق.