Loader
منذ سنتين

حكم الأكل من اللحوم التي يشك في طريقة ذبحها


الفتوى رقم (2173) من المرسل م. ع. ع، من اليمن، يقول: اللحوم التي يشك الإنسان في طريقة ذبحها إذا قُدِّمت له في مكانٍ ما عند أحد الناس وشكّ فيها، ماذا يفعل؟

الجواب:

هذا السؤال فيه إجمالٌ من جهة تحديد الجهة التي يوجد فيها اللحم الذي ذكره السائل، ومن المعلوم أن الإنسان إذا كان في بلاد المسلمين لا يحتاج إلى البحث عن اللحم الذي يقدمه المسلم ويكون مذبوحاً في بلاد المسلمين؛ لأن الشخص لو أراد أن يتحقق عن ذلك صار فيه صعوبة ومشقة.

        ومــن المعلــوم أن اللـه تعالـى قـال: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"[1]، وإذا كان الإنسان في بلاد المسلمين فالأصل في ذبائح المسلمين هو الحل، وأما إذا كان الإنسان في بلادٍ من بلدان المسلمين ولكن يوجد فيها لحومٌ مستوردة من الخارج، فهذه اللحوم إذا كانت واردةً من دولٍ شيوعية، فلا يجوز للإنسان أن يأكل منها، وإذا كانت واردةً من دول غير شيوعية مثلاً كما يرد من أمريكا أو الدول التي فيها أهل الكتاب يعني ما يذبحه أهل الكتاب، فما يذبحه أهل الكتاب الأصل فيه الحل؛ لعموم قوله تعالى: "وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ"[2].

ولكن طرأت أمور على استخدام وسائل الذبح، فقد كانت الوسائل فيما سبق الذبح بالسكين وباليد، ولكن طرأت وسائل كوسيلة الصعق الكهربائي، ووسيلة الخنق، ووسيلة الماء الحار، يعني غطس الطيور بالماء الحار حتى تموت ثم بعد ذلك يذبحونها، هذه الوسائل التي استخدمت حديثاً لا شك أنها مدعاةٌ للشك من ناحية أن الإنسان لا بد أن يتحقق من جهة ما يرد عليهم؛ لأنه حصل اشتباهٌ في ما ورد من اللحوم، من جهة استخدام الوسيلة التي ذُبح بها وحينئذٍ مادام أنه حصل هذا الشك فحينئذٍ يتوقف الإنسان حتى يتبين له أن هذه الذبائح ذبحت بالطريقة الشرعية.

فيه جهات تتولى الإشراف على الذبح في محلاتٍ مختلفة في العالم، وهذه الجهات تُصدر شهادات وتكون هذه الشهادة موجودة عند الشخص الذي يورد هذه الشركة التي تشرف عليها هذه الجهة، واللحوم التي تُورد يُكتب عليها بأنها ذبحت على الطريقة الإسلامية، فإذا كانت اللحوم بهذه المثابة، فليس على الإنسان حرجٌ إذا أكل منها؛ لأن الجهة التي تشرف عليها جهة مسلمة ومتعهدة في أنها لا تقدم شهادةً إلا إذا كان الشيء مذبوحاً على الطريقة الإسلامية، هذا بالنظر للحوم التي تُورد للدول الإسلامية من الخارج.

 أما إذا كان الإنسان في الخارج، فاللحوم التي تُقدم في المطاعم وفي الفنادق يحتاج الإنسان إلى أن يتثبت منها؛ لأنهم يقدمون لحم الخنزير ويعتبرونه شيئاً عادياً، وبإمكانه أن يستخدم لحوماً لا تحتاج إلى تذكية كالسمك وما شابهه، هذا لا يحتاج إلى تذكية.

        وبالجملة فالقاعدة العامة هي:

        أن الإنسان يحتاط لنفسه في مأكله ومشربه وملبسه وغير ذلك من الأمور التي يحتاج إليها، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (286) من سورة البقرة.

[2] من الآية (5) من سورة المائدة.