سائق حصّادة قمح، والحصّادة ليست ملكه، بعض الناس يعطونه مالاً ويضعونه في جيبه، ما حكم أخذ المال منهم؟
- البيوع والإجارة
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3679) من المرسل ف. ع. ط، يقول: أنا سائق حصّادة قمح، والحصّادة ليست ملكي الخاص الملك لرب العالمين، بعض الناس يعطوني مالاً ويضعونه في جيبي، وآخذ من بعض الناس، وبعض الناس أقول له لا أقبلها منكم صدقة. أرجو توجيهي حول هذا الموضوع، هل هذا رِشوة؟ وماذا أعمل بها؟ وهل هذه الصدقة مقبولة أم لا؟ وماذا أعمل بها حالياً فأنا لا أعرف أصحابها؟
الجواب:
يظهر من سؤال السائل أنه مسـتأجرٌ لهذه الحصّادة، ويستلم راتباً من صاحبها، وهذه الحصّادة تحصد زروع الناس بأجرةٍ معينة، وهذه الأجرة تكون لمالك الحصّادة، فسائقها يستلم راتباً من صاحب الحصّادة، وصاحب الحصّادة له أجرة حصاد الحصّادة من المزارعين، يعني: أصحاب المزارع الذين يحصد زرعهم بهذه الحصّادة، وفيه أناسٌ يدفعون هذه الأجرة وهم أصحاب المزارع، يبقى بعد ذلك ما يدفعه صاحب المزرعة للسائق. هذا الشيء الذي يدفعه للسائق ينبغي للسائق أن يخبر صاحب الحصّادة، فيقول له: الناس يدفعون أجرة الحصّادة، ويدفعون لي كذا، فإن أجازه له فليس في ذلك شيء، وإن لم يجزه له فليس بحقٍ له؛ بل يردّه على أصحابه، وإذا كان هذا الشخص لا يعرف أصحاب هذه الحقوق، فإنه يتصدق بجميع ما دخل عليه؛ لأنهم يدفعون هذه المبالغ له لا من أجل أنه صدقة. إذا أرادوا أن يتصدقوا عليه يذهبون بالصدقة له في بيته، لكن يدفعون له هذه المبالغ وذلك من أجل أن يستميلوه للنصح، ولتقديم بعضهم على بعضٍ، فيكثر إنتاج الحصّادة من جهة، ومن جهةٍ أخرى الذي يقدّم هذا المبلغ يقدّمه على غيره، وتسميته صدقة لا تزيل حكمه، فهو في الحقيقة رشوة وليس صدقة. وبالله التوفيق.