حكم صلاة الليل، وحكم من يتركها عمداً أو ينوي قيامها ولا يقوم؟
- الصلاة
- 2021-12-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4653) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم صلاة الليل هل هي سنة مؤكدة؟ أم أنها واجبة؟ وما حكم من يتركها متعمدا، أو من ينوي قيامها ولا يقوم؟
الجواب:
الإنسان في هذه الحياة حياته محددة، له عمر محدد، والليل والنهار خزانتان، والشخص مأمور أن يضع في هاتين الخزانتين ما كان واجباً عليه بإيجاب الله جلا وعلا، أو ما أوجب هو على نفسه، أو ما أوجبه الله جلا وعلا عليه والعبد هو السبب، وكذلك ما كان من باب الأمور المسنونة من الصدقات القولية، ومن الصدقات المالية، ومن الصدقات الفعلية، فالإنسان إذا كان يستطيع أن يصلي صلاة الضحى، يصلي بين الظهر والعصر، يصلي بين المغرب والعشاء، ويصلي بين العشاء والفجر يصلي ما استطاع؛ لأن جميع ما يفعله يكون محفوظاً له عند الله جل وعلا، فإن الله سبحانه يقول: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[1].
ولا ينبغي للإنسان أن يستكثر ما يعمله؛ لأن الله جل وعلا يقول في محكم كتابه: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[2]، والرسول صلوات الله وسلامه عليه كان من دعائه أنه يقول: «اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
فمهما عمل الإنسان من عباداتٍ قولية، أو مالية، أو غير ذلك من وجوه العبادات فلن يؤدي شيئاً من حقوق الله جلا وعلا، يعني لن يعمل عملاً للحد الذي يقول إني اكتفيت وأرضيت الله جلا وعلا، ولكن عليه أن يفعل الأسباب؛ لأنه أيضاً من جهة ثانية يعمل ولا يدري هل يقبل عمله أو أنه لا يقبل عمله؛ لأن القبول راجعٌ إلى الله جل وعلا. وبالله التوفيق.