Loader
منذ سنتين

ما خطوات تدبر القرآن، وإذا قرأه دون تدبر، هل يؤجر؟


الفتوى رقم (12329) من مرسل لم يذكر اسمه يقول: ما المراحل أو الخطوات لتدبر القرآن، وإذا قرأ الإنسان القرآن دون تدبر، هل يحصل على الأجر؟

الجواب:

لا شك أن قراءة القرآن لها فضل عظيم والناس يتفاوتون في قدرتهم على الحفظ من جهة، وعلى التلاوة من جهة ثانية، وعلى تأمل ما يقرأه الشخص من جهة ثالثة.

        وعبدالله بن عباس -رضي الله عنه- ذكر أن القرآن منه ما يعلمه إلا الله، ومنه ما تعرفه العرب من لغتها، ومنه ما لا يعلمه إلا أهل العلم.

فمثلاً: قول الله -جل وعلا-: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[1]، {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ}[2]، {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}[3]، وأمثال هذه الآيات هذه بمجرد ما يقرؤها الإنسان فإنه يعقلها ويفهمها؛ لكن في مثل قوله -جل وعلا-: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}[4] مع قوله -جل وعلا-: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[5] مع قوله -جل وعلا-: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ}[6]، المقارنة بين الآيتين السابقتين وبين الآية الأخيرة الثالثة هذا يحتاج إلى نظر أهل العلم. ومثل: الزنيم والخرطوم وما إلى ذلك. هذان اللفظان وأمثالهما من ألفاظ القرآن هذا يحتاج إلى معرفة هذه المعاني من جهة اللغة؛ لكن ما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته والأمور الغيبية هذه كلها أمور لا يعلمها إلا الله.

فعلى الشخص أن يعرف قدره وأن يعرف قدر الشيء الموكول إليه أن يتأمله. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (32) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (34) من سورة الإسراء.

[3] من الآية (33) من سورة الإسراء.

[4] الآية (24) من سورة الصافات.

[5] الآية (6) من سورة الأعراف.

[6] الآية (39) من سورة الرحمن.