حكم من كان يؤدي الصلاة في البيت جاهلاً وجوبها في المسجد
- الصلاة
- 2021-12-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4589) من المرسل السابق، يقول: منذُ فترة كنت أُصلّي دائماً في المنزل ولا أعرف أن ذلك الأمر حرام، هل يغفر الله لي ما قدّمت؟
الجواب:
أولاً: الواجب هو صلاة الرجل جماعةً في المسجد، وأنت بإمكانك في ذلك الوقت أن تُصلّي مع الجماعة في المسجد؛ لأن الجماعة يصلّون، تسمع الآذان والناس يذهبون من بيوتهم إلى المسجد فلك أسوةٌ فيهم، وبإمكانك أيضاً أنك تسألُ ما دُمتَ ترى الناس يذهبون إلى المسجد، فأنت فرطتَ في عدم الذهاب.
ثانياً: فرطتَ من ناحية السؤال؛ أي: أنك لم تسأل، فبهذا تكون آثمً ولكن صلاتك صحيحة، واستغفر الله، وتب إليه، ولا تعد إلى هذا العمل مُستقبلاً.
ومع الأسف الشديد أن كثيراً من الناس يتهاونون في صلاة الجماعة يُصلّون في بيوتهم أو يُصلّون في مكاتبهم وبعضهم يتهاونون في صلاة الفجر خاصة منهم من يتهاون في صلاة الفجر مع الجماعة، ومنهم من يتهاون فيها فينامُ عنها.
وعلى كل حال الواجبُ على المسلم أن يتنبه إلى نفسه، وأن يعرف أن الأعمال التي يعملها من خيرٍ أو شرٍ أنها راجعةٌ إليه يقول الله جلّ وعلا: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[1].
الأعمال التي تعملها من خيرٍ أو شرٍ تُسجّلُ في صحائف أعمالك وإذا جاء يوم القيامة فإنه يُلقى إليك هذا الكتاب منشوراً ويقال لك {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}[2]؛ ويقول الله جلّ وعلا: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[3].
فما دام الإنسانُ في زمن الإمكان في هذه الحياة، فعليه أن يتفقد نفسه، وعليه أن ينظر إلى ماضيه فما سبق منه من تفريطٍ وأمكنه تداركه؛ كحقوق الناس التي يُمكنُ ردُها أو طلب السماحِ من أهلها، أو كان من حقوق الله التي يجب أدائها؛ كتأخير الزكاة، أو ما إلى ذلك فإنه يرجعُ إلى ماضيه ويتفقد حاله فما أمكنه أن يفعله، وما شُرع له بديلٌ فإنه يأتي به، ويستغفر الله، ويتوب إليه، وبالله التوفيق.