هل يلزم من تاب وأراد أداء الصلاة النطق بالشهادتين أولاَ؟
- الصلاة
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1278) من المرسل السابق، يقول: تبت إلى الله عزوجل، وبدأت أصلي، ولكني عندما بدأت الصلاة لم أكن أعرف أركان الإسلام، وسمعت أن من أراد أن يصلي أولاً يقول الشهادتين، وإلا فلا داعي أن يصلي، مع العلم أنني عندما بدأت أصلي لم أنطق بالشهادتين، وهي أول أركان الإسلام، فهل صلواتي صحيحة، أم علي أن أعيد إسلامي من جديد، أو صلواتي فقط؟
الجواب:
قبل بلوغك سن التكليف ليست الصلاة واجبة في حقك، لكن لما بلغت، يعني لما وجدت فيك علامة من علامات البلوغ، وهي: إنبات الشعر في القبل، أو بلوغ خمس عشرة سنة، أو الاحتلام، إذا وجد علامة من هذه العلامات، فيجب عليك الصيام، والصلاة، وسائر الأمور الشرعية.
والصلاة التي تركتها بعد البلوغ، هذه لا تحتاج إلى إعادتها؛ لأن من ترك الصلاة جاحداً لوجوبها، وهو من أهل التكليف، كفر بإجماع المسلمين، ومن تركها تهاوناً، وكسلاً كفر على الصحيح من أقوال أهل العلم، فمن ترك الصلاة جاحداً لوجوبها، أو تهاوناً، وكسلا، ثم تاب ورجع إلى ربه، وبدأ يصلي، فإنه لا يقضي ما تركه من الصلاة، وبناءً على هذا، فأنت تحتاج إلى أن ترجع إلى معرفة وضعك تماماً، وذلك أن تعرف الصلوات التي تركتها، هل تركتها قبل البلوغ، أو تركتها بعد البلوغ، فإذا كانت قبل البلوغ: فكما سبق في الجواب، يعني لست مكلفاً قبل البلوغ، وإذا كان بعد البلوغ، فأنت مكلفٌ، فإن تركتها جاحداً لوجوبها، أو تركتها كسلاً، وتهاوناً، فإنك لا تقضيها.
والذي أحب أن أنبهك عليه هو: أنه يجب عليك أن تشكر نعمة الله جل وعلا الذي فتح على قلبك، ووجهك هذه الوجهة الطيبة، وأن تستغفره، وأن تتوب إليه، وأن تكثر من الأعمال الصالحة، وأن تحافظ على شعائر دينك. وبالله التوفيق.
المذيع: لو تكرمتم بإيضاح أركان الإسلام؛ لعل هذا الأخ وغيره من المستمعين يستفيد من ذلك؟
الشيخ: أركان الإسلام هي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع سبيلاً، هذه هي أركان الإسلام.
وأما أركان الإيمان، فهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره، وشره.
وبهذه المناسبة الشخص باعتبار علاقته بأركان الإيمان، وباعتبار علاقته بأركان الإسلام.
هو: أن علاقته بأركان الإيمان علاقة باطنة، وعلاقته بأركان الإسلام علاقة ظاهرة.
ومعنى هذا: أن الشخص إذا وُصف بأنه مسلم، فلا بد من التحقق من أركان الإسلام، ولا بد فيه أيضاً من تحقق أركان الإيمان، وإذا وصف بأنه مؤمن، فلا بد أيضاً من توافر أركان الإيمان، وأركان الإسلام، هذا بالنظر لما إذا وصف بالإسلام، أو وصف بالإيمان، وهكذا ما جاء في القرآن يعني إذا ذكر وصف المسلم على انفراد، أو وصف المؤمن على انفراد، فوصف المسلم على الانفراد لابد فيه من توافر أركان الإيمان والإسلام، ووصف المؤمن على انفرادٍ، لابد فيه من توافر أركان الإيمان والإسلام، لكن إذا ذُكر الإسلام والإيمان مقترنين، فإن الإسلام يُفسر بالأعمال الظاهرة، والإيمان يفسرُ بالأعمال الباطنة. وبالله التوفيق.