الفتوى رقم (8748) من المرسل السابق، يقول: ما حكم أكل طعام الحائض والأكل معها؟

الجواب:

        فيه نوع من الناس من الرجال يحتقرون المرأة وبعضهم يستقذرها أيضاً والله -سبحانه وتعالى- قال: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[1]. وقال ﷺ: « النساء شقائق الرجال » فلا فرق في الأصل بين المرأة والرجل إلا بالنظر للأحكام التي جاء النص عليها في القرآن أو في السنة أنها خاصة للرجل أو أنها خاصة للمرأة، ولهذا كان التشريع عاماً في الرجل وفي المرأة، ولا يخصص الرجل إلا بما خصه الله أو رسوله، ولا تخصص المرأة إلا بما خصصها الله أو خصصها رسوله ﷺ، وأدلة التخصيص موجودة في القرآن، وموجودة في السنة، هذا بالنظر إلى هذا الجانب.

        هذه المسألة هي من هذا النوع؛ يعني: هي من ناحية أن المرأة إذا كانت حائض أو كانت نفساء لم يأتِ دليل يدل على أنه لا يجوز الأكل معها، فهي باقية على الأصل، وجاء النص بالنظر للحائض والنفساء من ناحية أن الصلاة ساقطةٌ عنها، وأن الصيام صيام الفرض لا يصح منها في حال الحيض وحال النفاس، وأنها تقضيه بعد ذلك فسكوت الشارع عن ذلك باق يعني دليل على البقاء على الأصل وهو المساواة بين المرأة إذا كانت حائضاً أو نفساء، وبين المرأة إذا لم تكن حائض ولا نفساء، وكذلك بين الرجل، وبالله التوفيق.