Loader
منذ سنتين

حكم الدعوة إلى الله


  • فتاوى
  • 2021-12-18
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4437) من المرسل السابق، يقول: هل الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم، أم هي مخصصة على أناسٍ معينين؟

الجواب:

        الدعوة إلى الله تحتاج إلى أن يكون الشخص:

        عالمًا بما يدعو به، عالمًا بما يدعو إليه.

        بمعنى أن الشخص لا بد أن يكون على علم في الدعوة يكون متعلمًا، وبعد ذلك إذا كان متعلمًا، لا بد أن يكون أيضًا على علمٍ بما يدعو إليه، وحكيمًا في دعوته، إذا دعى إلى أمرٍ يُفعل؛ كدعوته للصلاة، والزكاة، وما إلى ذلك، ويكون أيضًا حكيمًا فيما ينهى عنه، ويعمل أيضًا بما يدعو إليه؛ لأن بعض الناس تكون عنده رغبة في الكلام ودعوة الناس، ولكنه يخالف ما يدعو الناس إليه.

        فعلى سبيل المثال ينصحهم بالأعمال الصالحة؛ كالصلاة مثلًا؛ ولكنه لا يكون حريصًا عليها.

        فالمقصود أن الداعية لا بد أن يكون على علم من جهة، ولا بد أن يعمل من جهة ثانية.

        ثم بعد ذلك لا بد أن يكون الداعية عارفًا المسؤولية الملقاة عليه ما هي؟ لأن بعض الناس -ومع الأسف- يضع نفسه في غير موضعها، والسبب في ذلك أنه لم يعرف حقيقة نفسه لا من جهة تحصيله في العلم، ولا من جهة مسؤوليته، وعندما يتصور نفسه على غير واقعها من جهة العلم، ومن جهة المسؤولية، حينئذ يضع نفسه في غير موضعها، فقد تكون بضاعته من العلم قليلة جدًا، ثم بعد ذلك يضع نفسه موضع العالم المجتهد من ناحية التحريم والتحليل، وقد يضع نفسه أيضًا موضع المسؤول الكبير، فرحم الله أمرئ عرف قدر نفسه.

        وعلى هذا الأساس يكون كل شخص مخاطب بالدعوة على قدر تحصيله من العلم، وعلى قدر مسؤوليته، فالرسول ﷺ قال: « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه » فهذه ثلاث درجات من ناحية التغير، وقال ﷺ « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته » فهذه مسؤوليةٌ عامةٌ، وحينئذ يدعو الناس دعوة عامة، وهكذا بالتدريج حينما قال أيضًا « والرجل راع في بيته » فالرجل يدعو زوجته ويدعو أولاده يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وهكذا يكون كل شخص مسؤول على حسب درجته، وعلى حسب علمه، وعلى مقتضى الحكمة.وبالله التوفيق.