هل أحكم التكفير على بلد غلب على أهله الجهل بترك الصلاة وزيارة القبور؟
- التكفير
- 2022-02-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11140) من المرسل السابق، يقول: هل يمكن لي أن أطبق حكم التكفير على بلد غلب على أهله الجهل بترك الصلاة وزيارة القبور، وأكفّر من يستغيث بغير الله، وآكل ذبيحة من يشرك بالله جهلاً منه أن الاستغاثة شرك؟ كلّ هذه القضايا تقع في بلدنا، وأنا في حيرة في تطبيق الحكم على هؤلاء، فماذا أفعل؟
الجواب:
كل ما سبق بالنظر إلى إقامة الحجة أولاً؛ لكن الشخص الذي يريد أن يقيم الحجة، لابد أن يكون على المستوى اللائق والكافي، وما ذلك إلا لأن بعض الناس يتعلم علماً قليلاً، ويتصور أن هذا العلم الذي تعلمه هو جميع العلم، وبناء على ذلك يصدر أحكاماً؛ سواء في التحليل، أو في التحريم، أو في التكفير، أو في التبديع، أو ما إلى ذلك.
ولكن لا يكون مصيباً في هذه الأحكام وذلك بالنظر إلى قلة العلم الذي عنده، فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[1].
فعلى الإنسان أن يتعلم أولاً، وإذا وصل إلى مستوى من العلم الذي يكفي، فحينئذٍ يبدأ في معالجة الأشخاص الذين في بلده من ناحية الوقائع التي وقعوا فيها، يرشدهم إليها، يبيّن لهم أن هذه الأمور محرمة، فإذا بيّن لهم وأصروا عليها عند ذلك يكون لهم حكم آخر.
أما أنه يحكم أحكاماً مجردة قبل البيان فهذا الحكم يكون قبل إقامة الحجة عليهم، وهذا مخالف لقوله -جلّ وعلا-: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[2]؛ وكذلك الرسول ﷺ حينما كان يرسل رسله الذين يدعون إلى الله -جلّ وعلا- فهم يبدؤون بالدعوة إلى الله وبيان الأحكام، ولا يقاتلون الناس تلقائياً إلا بعد إقامة الحجة عليهم، فبعد إقامة الحجة عليهم، يُجرون فيهم حسبما يقتضيه الوجه الشرعي. وبالله التوفيق.