الفتوى رقم (10171) من المرسل السابق، يقول: سماع القرآن هل يحصل للإنسان أجر كالقراءة؟

الجواب:

        الأعمال أسباب والأعمال تكون مختلفة. واختلافها يترتب عليه اختلاف نتائجها، ومن وجوه النتائج الثواب الذي يحصل للإنسان وهذا عامٌ في الشريعة؛ سواءٌ كان ذلك في الأقوال، أو في الأفعال، أو في أعمال القلب؛ فإن هذه الأمور تتفاوت بالنظر لمحلها، وتتفاوت بالنظر إلى ذواتها، وتتفاوت بالنظر إلى زمانها، وتتفاوت بالنظر إلى مصدرها الذي هو الشخص، وتتفاوت باعتبار مكانها، فأسباب التفاضل في الشريعة كثيرةٌ جداً.

        وعلى العبد أن يعمل أعمالاً صالحة بقدر استطاعته، ويترك مقدار الثواب الذي يترتب على العمل، فإن الله -جل وعلا- قال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[1]. وقد يزيد الله الأجر في بعض الأعمال إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرة لا يعلمها إلا الله؛ لكن كما ذكرت قبل قليل فهذه نظرية التفاضل في الشريعة، وهي مختلفة ولها أسباب كثيرة، وقد ذكرت جملةً من هذه الأسباب. وبالله التوفيق.