حكم استخدام مكبرات الصوت وقراءة القرآن وذبح الذبائح في العزاء
- الجنائز
- 2021-06-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (539) من المرسل السابق، يقول: تعلية مكبرات الصوت، وقراءة القرآن فيها على الميت بعد وفاته وذبح الذبائح في العزاء، هل هذا جائز؟
الجواب:
في بعض الجهات إذا مات الميت يقيمون مأتمه، ويستمعوا لأشخاص يقرؤون القرآن، منهم من يقرأ القرآن في مكبرات الصوت، ومنهم من يقرأ القرآن بدون ذلك، ومنهم من يدعو، وقد يستمر ذلك عدة أيام، ويكون فيه أكلات في اليوم أكلتان أو ثلاث، وقد يكون هذا الأكل من مال الميت؛ يعني: من مال ورثة الميت، وكذلك إذا كان قد أوصى بثلث ماله يؤخذ من ثلث ماله ويؤخذ من التركة؛ أي: من حق الورثة ويشترى به غنم، ويشترى به مأكولات أخرى وتقدم لهؤلاء، وهذا العمل كله حرام جملة وتفصيلاً.
وبيان ذلك:
أن الرسول ﷺ بيّن في أمته أن الشخص إذا توفى شرعت تعزيته، ولم يحدد مكاناً للتعزية، فالصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك للرسول ﷺ، ولم يفعله أحد من الخلفاء الأربعة الذين تأخر موتهم عمن سبقهم؛ أي: لم يفعلوا ذلك، لم يفعل بعضهم ذلك لبعض، وهكذا الصحابة والتابعون وهذا من الأمور المبتدعة، ومن أكل أموال الناس بالباطل، فلا يجوز إقامة ذلك، ولا يجوز المساعدة عليه، ولا يجوز التعاون على ذلك، فهو منكر يجب على من قدر على ذلك أن يزيله، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه »، وذلك أن الناس على درجات ثلاث:
الدرجة الأولى: من يستطيعون التنفيذ، وهؤلاء هم الذين يغيرون المنكر باليد.
والدرجة الثانية: من يستطيعون تغيير المنكر بالبيان، وهؤلاء هم أهل العلم، وهؤلاء يبيّنون الحلال والحرام.
والدرجة الثالثة: الذين دون أهل التنفيذ ودون العلماء، فهؤلاء على قدر استطاعتهم، ولهذا النبي ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده » وهؤلاء هم أهل التنفيذ. « ومن لم يستطع فبلسانه » وهؤلاء هم العلماء. « وإن لم يستطع فبقلبه » يعني: الذي لا يملك تنفيذاً، وليس عنده علم ليبينه، فإنه يكره الشر وأهله، ويكون ذلك -أيضاً- من باب التعاون على البر والتقوى؛ لعموم قوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"[1]؛ أما المشاركة فيه والتشجيع عليه فيكون من التعاون على الإثم والعدوان؛ كقوله تعالى:"وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"[2]. وبالله التوفيق.