الفتوى رقم (3010) من المرسل السابق، يقول: ما تفسير قوله تعالى: "فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ"[1]؟

الجواب:

 إن هذه الآية في سياق قصة مؤمن آل فرعون حينما نصحهم؛ لأنه آمن سرّاً وأخذ ينصحهم ولكنهم لم يقبلوا نصحه. فيبيّن لهم أن هناك عاقبة سيئة ستحدث لهم مستقبلاً، وسيذكرون الأسباب القولية أو الفعلية؛ يعني: الذي صدر منه من النصح لهم بالقول وبالفعل. وأنهم عندما يحل بهم العذاب سيذكرون هذه النصائح ويندمون، وحينئذٍ لا ينفع الندم. وبالله التوفيق.

وهذا فيه تنبيهٌ لكلّ شخصٍ يعمل ما حرّم الله -جلّ وعلا-، فإن ما يفعله الإنسان أو ما يقوله قد يكون من الأمور المشروعة؛ سواءٌ كانت واجبة، أو مسنونة، وقد يكون من الأمور الممنوعة، وقد تكون هذه الأمور الممنوعة محرّمة؛ فعليه أن يتنبّه وألا يستمر على فعلها؛ لأن مغبتها سيئةٌ في الدنيا والآخرة. فعلى الإنسان إذا حصلت له موعظة من أحد أن يتعظ بها، وألا يغتر بإمهال الله -جلّ وعلا- له، فإن العاقبة قد تكون وخيمةً في الدنيا والآخرة إن لم يعفُ الله عنه. وبالله التوفيق.