Loader
منذ سنتين

أهمية إفشاء السلام


  • فتاوى
  • 2022-02-23
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10287) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل للسلام أثر حيث نجد كثيراً من الناس مع الأسف وخصوصاً ممن يلتزمون النهج الشرعي لا يردّ السلام، ومنهم من يقول: لا يُرد السلام إلا على التقي ونحو ذلك؟ نرجو الحديث حول أهمية إفشاء السلام.

الجواب:

        كان رسول الله ﷺ جالساً فدخل رجل فقال: « السلام عليكم، فرد عليه الرسول فقال: « وعليكم السلام »، ثم دخل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال الرسول ردَّ عليه. وقال في الأولى: « عشر » وقال في الثانية: « عشرون » ولما دخل الثالث قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد الرسول السلام وقال: « ثلاثون » ذلك أن الأول في سلامه له عشر درجات، والثاني عشرون درجة، والثالث ثلاثون درجة هذا هو السلام الكامل. وفي قصة وقعت بين عمر -رضي الله عنه- وبين عليٍّ -رضي الله عنه-، كان عمر -رضي الله عنه- إذا لقي عليَّا في الطريق يسلّم عليه ويرد عليٌّ -رضي الله عنه- السلام على عمر؛ ولكن عليّ -رضي الله عنه- لا يبدأ عمر -رضي الله عنه- بالسلام فتضايق عمر -رضي الله عنه- من ذلك وشكا هذا الأمر إلى رسول الله ﷺ، فلما جاء عليّ إلى رسول الله ﷺ سأله عما قاله عمر، فقال:صدق، قال: « ما الذي حملك على ذلك » فقال: سمعتك تقول: « من بدأ أخاه بالسلام بنى الله له بيتا في الجنة » فأحببت أن يكون هذا البيت لعمر؛ فهذا دليل على فضل ابتداء السلام.

        ومن المعلوم أن ابتداء السلام سنة، وأن ردّه واجب، ورده هذا يكون من فرض العين إذا كان المسلّم عليه واحداً، وإذا كان أكثر فردّه من فرض الكفاية؛ بمعنى: إن شخصاً لو سلم على أناس جالسين -خمسون أو مائة أو أكثر- سلّم عليهم وردّ واحد منهم، فإن ردّه هذا يكفي. أما التساهل الذي ذكره السائل فهذا صحيح كثير من الناس يمر عليك ولا يقول لك: السلام عليكم. وكثير من الناس إذا سلمت لا يرد عليك السلام؛ فالذي لا يبتدئ السلام هذا يكون قد هجر سنة، والذي لا يردّ السلام إذا سُلّم عليه يكون آثماً؛ لأن ردّ السلام واجب، وقد قال رسول الله ﷺ: « ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم » قالوا: بلى يا رسول الله، قال: « أفشوا السلام بينكم ». وبالله التوفيق.