الفتوى رقم (1809) سؤال من البرنامج: لو تكرمتم يظهر أن هناك صحفاً تصطبغ بالصبغة الإسلامية وتنشر مثل هذه المقالة، رأيكم فيها والتعليق عليها لو سمحتم.

الجواب:

الصحف التي تصدر في البلدان التي يتنسب أهلها إلى الإسلام، أو أن حكّامها يكونون مسلمين لتحكيمهم شرع الله -جلّ وعلا- في دقيق الأمور وفي جليل الأمور؛ هذه الصحف يقوم عليها أشخاصٌ تختلف مشاربهم، وعقولهم، ونفوسهم، ومقاصدهم،وما يتصفون به من ثقافةٍ دينية، وقد تكون الثقافة التي يتصفون بها غربية، وعندما ينشرون شيئاً في هذه الصحف لا ينتبهون إلى مدى انطباق هذا الأمر على الشريعة الإسلامية من ناحية قبوله، أو ردّه؛ وإنما الشيء الذي يهم كثيرا ً منهم أنهم ينشرون الأشياء التي تلفت الأنظار؛ سواءٌ كانت هذه الأمور التي تلفت الأنظار صحيحة، أو كانت ليست بصحيحة.

والمفروض أنهم عندما ينشرون شيئاً له علاقة ٌ بالإسلام من أي وجهٍ كان من وجوه العلاقات؛ عليهم أن يتأكّدوا وأن يوثقوا ما يقولونه؛ لأنهم ينشرون هذا على مستوى عالمي يقرؤه من عنده علم، ومن لا علم عنده، وعندما يوثّقون جميع ما يقولونه هذا يكون فيه، يكون فيه دعوة للصحف والمجلات التي يصدرونها يكون فيه دعوة لرواج هذه الصحف والمجلات؛ لأنها تكون مقبولة عند الناس، وتكون محل ثقة لهم، ويكون هذا من التعاون على البر والتقوى؛ أما كون الصحف والمجلات تنشر أموراً وهي لم تتثبت منها؛ فهذا لا يبعث على الثقة بما تنشره هذه الصحف في كثيرٍ من الحالات. وبالله التوفيق.