Loader
منذ سنتين

ما المقصود بالمبيت بمنى؟


الفتوى رقم (10945) من مرسل لم يذكر اسمه: ما المقصود بالمبيت بمنى، هل يجزئ البقاء فيها لوقت من الليل ومغادرتها دون البقاء طوال الليل؟

الجواب:

        من قواعد الشريعة التفاضل بين الأعمال التي يؤديها الإنسان. ومما يؤسف له أن كثيراً من الأشخاص الذين يحجون تجد أنهم يتهربون من الإتيان بالحج على أكمل وجه، فتجد أنه يأتي إلى عرفة في الليل -في ليلة العيد- ويقف قليلاً ويمر مزدلفة قليلاً، ويأتي إلى منى وقد يرمي الجمار قبل وقتها. فيه أناس يسألون ويقولون: رمينا الجمرة بين المغرب والعشاء ليلة العيد -يعني: رموه قبل وقته- والشخص إذا تلبس بعبادة فإنه يأتي بها على الوجه المشروع، أو لا يدخل بها أصلاً إلا إذا كانت واجبة عليه من جهة الأصل؛ كفرض الحج، وكوجوب العمرة، أو وجبت عليه بنذر، أو وجب عليه القضاء؛ أي: قضاء عمرة فسدت، أو قضاء حج كان فاسداً أو ما إلى ذلك؛ فهذا يجب عليه أن يأتي به على الوجه الشرعي. وأما إذا أحرم بالتطوع يجب عليه أن يأتي به على الوجه الشرعي؛ وإلا فإنه لا يدخل فيه أصلاً؛ لأن الله -تعالى- يقول في الحديث القدسي: « يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلّ إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ». فالله -تعالى- غني عن خلقه، والعبد يعمل الأعمال ليلقى الله وهو راضٍ عنه. فهذا الشخص الذي يسأل هذا السؤال يريد أن يأتي منى ويجلس فيه ساعة أو ساعتين، ثم يسافر إلى جدة أو ينزل إلى مكة. أنت قبل أن تدخل في الحج لا بدّ أن تتعلم أحكام الحج: الشروط، الأركان، الواجبات، وما يجب عليك حينما تخل بركن أو بشرط أو بواجب، أو ترتكب محظوراً، فالواجب على الإنسان أن يتعلم مناسك العمرة ومناسك الحج قبل الدخول. وبالله التوفيق.