Loader
منذ 3 سنوات

شخص أصيب بالوسواس ويسأل كيف يتخلص منه؟


  • فتاوى
  • 2021-07-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5328) من المرسل السابق، يقول: منذ زمن أصبت بالوسواس وأنا لا أستطيع أن أصده؛ حيث إني أخاف أن يضر بنفسي وديني، فكيف أستطيع أن أتخلص من هذه الوساوس؟

 الجواب:

        الوساوس هي من تسلط الشيطان على الشخص. والشيطان يتسلط على الشخص ويقوى سلطانه عليه حينما يكون الشخص مقصراً في حق الله -جلّ وعلا-. والتقصير في حق الله قد يكون من جهة ترك الواجبات أو فعل المحرمات، وهو حينما يقصر في جانب الله فإنه يقرب من الشيطان؛ لأن الشخص إن أطاع الله -جلّ وعلا- صار ولياً من أولياء الله، وإن عصى الله صار للشيطان عليه ولاية، يقول الله -جلّ وعلا-: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ "[1].

        وبناءً على ذلك فالشخص الذي يصاب بالوسواس يجب عليه أن ينظر إلى الأسباب التي نشأ عنها هذا الوسواس، فإذا كان مقصّراً في باب الواجبات أو في باب المحرمات فعليه التوبة والاستغفار ودعاء الله. وإذا تفقد نفسه ولم يجد أنه أخلّ بشيء من الواجبات ولا فعل شيئاً من المحرمات، فقد قال ﷺ: « ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه », قالوا حتى أنت يا رسول الله قال: « حتى أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم »[2]، فيكون هذا القرين يوسوس للشخص من أجل صرفه عن طاعة الله -جلّ وعلا-، وإن لم ينصرف، يحاول صرفه عن طاعة الله وذلك بالوسوسة له في طهارته وفي صلاته وفي صيامه.

        وعلى هذا الأساس ينبغي على الشخص أن يستعمل الأوراد في آخر النهار والأوراد في أول النهار، فإنها موجودة في كتب؛ مثل: كتاب: "الوابل الصيب في الكلم الطيب"، وكتاب:" الكلم الطيب"، وكتاب:" الأذكار" للنووي، وغير ذلك من الكتب التي تشتمل على الأدعية من القرآن والسنة التي يدعو بها الإنسان قبل نومه، ويدعو بها بعد صلاة الفجر.

        ومن جهة ثالثة ينبغي أن يكون للشخص شخصية قوية في مقابل هذا الوسواس؛ يعني: تكون عنده إرادة قوية فلا يستجيب لهذه الوساوس، فإذا توضأ لا يعيد الوضوء، وإذا صلى لا يعيد الصلاة. فقد سألني بعض السائلين قال: إنه يتوضأ خمس عشرة مرة. وبعضهم يقول: إنه يصلي الصلاة الواحدة عشر مرات، فلا شك أن هذا من تسلط الشيطان على هذا الشخص.

        فالواجب على الشخص أنه إذا فعل العبادة كالطهارة من حدث أكبر أو حدث أصغر، أو صلى صلاة فرض أو صلاة نفل؛ فإنه لا يلتفت إلى ما يعرض له من الوساوس. وقد يقول قائل: ما الفرق بين الوسواس والشك؟ فالجواب عن هذا أن الشك يطرأ على الإنسان قليلاً؛ وأما الوساوس تكون كثيرة.

        فإذا كثر عند الشخص في باب الطهارة، أو كثر عنده في باب الصلاة؛ فليعلم أن هذا من باب الوسواس وليس من باب الشك. والواجب هو طرح هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (257) من سورة البقرة.

[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس(4/ 2167)، رقم(2814).