Loader
منذ سنتين

شخص له بعض الأقارب يذهبون إلى من يدّعي أنه يعلم أمراض الناس وهو لا يراهم، وهم يصدّقونه فيما يقول، فما رأي الشرع في عملهم؟


الفتوى رقم (3735) من المرسل م. م. م، من جيزان، يقول: لي بعض الأقارب يذهبون إلى من يدّعي أنه يعلم أمراض الناس وهو لا يراهم، وهم يصدّقونه فيما يقول، فما رأي الشرع في عملهم؟

الجواب:

بعض الأشخاص يغلب عليه جانب الطمع الدنيوي، ويقلّ عنده الوازع الديني، ويكون جاهلاً وليس عنده علمٌ، وليس عنده وازعٌ ديني، ويكون مُحباً للمال، فيستخدم أساليب التبجيل على المغلفين من الناس، سواءٌ كانوا رجالاً أو نساءً، وذلك من أجل أن يسلب الأموال منهم.

 فمرةً يدّعي أنه يعرف الشيء إذا كان موجوداً في مكان، يقول: تجدونه في المكان الفلاني. وقد لا يحضره المريض، ويقول: فيه مرض كذا. وهذا الشخص الذي يستعمل هذا الأسلوب يكون مستخدماً للجن، الجن يخبرونه في مثل هذه الأشياء ويكون مستخدماً لهم، فلا يجوز الذهاب إلى مثل هؤلاء، والكسب الذي يأخذونه محرّم.

فالواجب على الشخص أن يتقي الله، وألا يدخل هذا المدخل. وواجبٌ على الناس أن يتحروا عن الشخص الذي يريدون أن يقرأ عليهم؛ لأن القراءة على المريض من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فإن الله -تعالى- قال: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ"[1].

أما الذهاب إلى الأشخاص الذين يستخدمون السحر، ويستخدمون الشعوذة، ويستخدمون الجن، فلا يجوز، ولا يجوز لهؤلاء أن يفعلوا هذا الشيء، وواجبٌ على الجهات المسؤولة التي توجد في المكان الذي يوجد فيه مثل هذا الشخص، إذا بلغها عنه شيءٌ يجب عليها أن تعمل التحريات اللازمة، فإذا توفرت الأمور الموجبة لمنعه فإنها تمنعه.

وواجبٌ على أهل الحي أن يتنبهوا إذا وجد مثل هذا الشخص أن يبلغوا جهة الاختصاص بأنه يوجد شخصٌ هذا عمله، فعليهم أن يعملوا التحريات، فإذا حصل تعاونٌ من الناس: لا يذهبون إليه، وأنهم يبلغون عنه إذا أتى إليه أحد. وعلى الجهات المسؤولة إذا قامت بما يلزمها شرعاً، وتوفرت عندها الأسباب الموجبة للمنع، فإنه يجب منعه؛ لأن هذا فيه مصلحةٌ له من جهة، ومصلحةٌ للناس من جهةٍ أخرى، فقد يرتكب أموراً شركية تخرجه عن الدِّين من حيث لا يشعر. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (82) من سورة الإسراء.