حكم الدعاء للوالدين بعد الفراغ من الصلاة ثم قراءة سورة الإخلاص عليهما
- الأصل في العبادات التوقيف
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5836) من المرسل إ.إ.س، سوداني مقيم في ليبيا، له سؤال طويل مفاده: يذكر حاله ومداومته على الصلاة؛ لكنه يشكو من الفراغ منها ببعض الأمور التي يقع فيها، ويسأل فضيلتكم هل فعله هذا جائز؟ وهو أنه يقوم برفع يديه للدعاء بعد كلّ صلاة سواء كانت نفلا ًأو فريضة، ويدعو لوالديه المتوفين وربما قرأ عليهما سورة الإخلاص. يقول: هل فعلي هذا جائز؟
الجواب:
هذا الشخص عليه أن يشكر الله -تعالى- الذي وفّقه للمحافظة على الصلاة، فهي ركنٌ من أركان الإسلام، وأول ما ينظر فيه من الأعمال يوم القيامة فإن صلحت صلاته صلح جميع عمله، وإن فسدت صلاته فسد سائر عمله. وعليه -أيضاً- أن يشكر الله الذي وفقه للدعاء بعد الانتهاء من صلاته.
ولكن عليه وعلى أمثاله أن يعرف الدعاء المشروع بعد الصلاة، والدعاء الذي يقوله الشخص على سبيل التطوع.
وما ذكره من رفع اليدين في الدعاء فالأصل أن رفع اليدين في الدعاء مشروعٌ؛ ولكن فعله بعد نهاية كلّ صلاةٍ -سواءٌ كانت فرضاً أو نفلاً- لم ينقل عن النبي ﷺ فقد كان يصلي بالصحابة رضي الله عنهم في الحضر وفي السفر ولم ينقل عنه أنه إذا صلى رفع يديه في الدعاء. وجاء رفع اليدين عنده ﷺ للدلالة على مشروعية رفع اليدين في الدعاء. ودعاء الإنسان لنفسه ولوالديه إذا كانا مسلمين ودعاؤه للمسلمين من الأحياء ومن الأموات، ودعاؤه -أيضاً- لسائر أقاربه المسلمين الأحياء منهم والأموات كلّ هذا مشروعٌ حتى ولو دعا في ذلك في سجوده في صلاته؛ سواء كانت فرضاً أو نفلاً؛ وخاصة إذا كانت نفلاً فإنه يطيل السجود فيها، فإن الرسول ﷺ قال: « وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم »، وقال ﷺ: « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم ».
وأما قراءة القرآن للأموات -سواءٌ كان ذلك في المقبرة أو خارج المقبرة- فمن المعلوم أن قراءة القرآن عبادة من العبادات البدنية والعبادات؛ سواءٌ كانت بدنية، أو كانت ماليةً، أو كانت مركبةً منهما؛ فإن الأصل في العبادات هو التوقيف، ولا يستثنى من هذا الأصل إلا ما ورد فيه الدليل؛ كما في قوله ﷺ: « من مات وعليه صوم صام عنه وليه »، وكما قال ﷺ للذي سمعه يقول: لبيك عن شبرمة، فقال: « من شبرمة؟ » قال: قريبٌ لي مات ولم يحج، قال: « أحججت عن نفسك؟ » قال: لا، قال: « حج عن نفسك ثم عن شبرمة »، فهذا فيه استثناءٌ من الأصل؛ وذلك أن الصيام عبادةٌ بدنية، والحج عبادةٌ ماليةٌ بدنية. وبناءً على ذلك فإن قراءة القرآن لا أعلم دليلاً يدل على مشروعية قراءته للأموات، وقد جاء حديثٌ عن رسول الله ﷺ أنه قال: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، وذكر منها: ولد صالح يدعو له »، والدعاء من الولد الصالح أو من غيره من المسلمين للمسلمين سواءٌ كانوا أحياءً أو أمواتاً هذا هو المشروع. وبالله التوفيق.