تكرار قراءة القرآن بنية الحفظ، هل يحصل به ثواب قراءة القرآن؟
- حفظ القرآن ومراجعته
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4403) من المرسل ع من مصر - محافظة مطروح، يقول: أقوم بحفظ القرآن الكريم، وأنوي حفظه إن شاء الله، وأقوم بمراجعة ما أحفظه بصفة مستمرة خشية النسيان، وكلما أردت أن اختم القرآن قرأت من البداية إلى النهاية انشغل عنه بالحفظ والمراجعة، وسؤالي: يا فضيلة الشيخ هل تجزيء هذه المراجعة والحفظ عن ختم القرآن كما ورد عن الرسول ﷺ، وهل يحدث ثواب القراءة لكل حرف عند تكرار الآيات عند تكرار الحفظ والمراجعة وبم تنصحون الشباب وطلاب العلم في كيفية حفظ القرآن؟
الجواب:
أولًا: أن الشخص إذا أراد أن يقرأ القرآن ويحفظه، فينبغي أن يراعي أمورًا عند بدء قراءته وتكرار حفظه، فيوجد في القران ناسخ ومنسوخ، ويوجد فيه آيات لنزولها أسباب، ويوجد مفردات تحتاج إلى معرفة معناها.
وعلى هذا الأساس الناظر في بعض المصاحف يجد أن السور الطوال، والسور المتوسطة، يوجد في كل سورة علامة عين على رأس بعض الآيات، وهذه العلامة مجعولة لانتهاء موضوع وابتداء موضوع جديد.
فسورة البقرة مشتملة على أربعين موضوعًا؛ الموضوع الأول: في بيان أقسام الناس من أول سورة البقرة إلى قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[1] والموضوع الثاني: يتعلق بالتوحيد من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} إلى قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[2] فالشخص الذي يريد أن يحفظ القرآن يقرأ هذا المقطع، وينظر هل للآيات سبب نزول، وينظر هل طرأ على شيء منها نسخ؛ يعني: هل هي ناسخة، أو منسوخة، أو محكمة مثلًا، وينظر في المفردات التي توجد فيها هل فيها شيء يشكل عليه، ثم يفهم معنى هذه المفردات.
ثانيًا: أن الشخص يكرر الآيات بعدما يعرف سبب النزول، والنسخ، ومعاني المفردات يكرر هذا المقطع على حسب قدرته؛ لأن الناس يتفاوتون في قدرتهم على الحفظ؛ فبعضهم يقرأ الشيء مرتين أو ثلاثًا ويحفظه، وبعضهم يقرأه عشر أو عشرين مرة أو ثلاثين مرة فالناس متفاوتون في قدرتهم على الحفظ، وكل شخص أعلم بنفسه على حسب تجربته.
ثالثًا: أن يكرر هذه الآيات التي يحفظها، وتكراره للآيات لا يمنع من احتسابه للأجر، فإن الرسول ﷺ يقول « من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ».
والقرآن يشتمل على ثلاث مئة ألف حرف وزيادة عن ذلك، فإذا كرر الإنسان الآيات التي حفظها، هذا يكون بمنزلة قراءته للقرآن من ناحية الأجر، ولا ينبغي أن يلعب عليه الشيطان؛ بل يحمد ربه الذي وفقه لهذا الاتجاه، وينصح إخوانه الآخرين بسلوك هذا الطريق، فإن حفظ القرآن له شأن عظيم، وهو قرين طيب للإنسان في حله وفي ترحاله، وبالله التوفيق.