الفتوى رقم (2999) من المرسلة أ. ي، تقول: في بعض الأحيان بعد أن أؤدي الصلاة أقوم من المصلّى قبل أن أقول ما بعد الصلاة من تسبيح، وتهليل، وتكبير؛ ولكنني في أثناء الشغل في المنزل أؤدي هذه التسبيحات، فهل أنا آثمة بذلك؟ وهل لابدّ أن أسبّح قبل أن أقوم؟ وإذا سبّحت بعد القيام وفي أثناء عملي هل لي من الأجر مثل أجر من يسبّح في مصلاه؟

الجواب:

 الأذكار من العبادات؛ وهذه الأذكار منها ما هو مطلق، ومنها ما هو مقيد بوقت، فما كان مقيداً بوقت فإن الشخص يأتي به في وقته، فالأذكار المشروعة بعد السلام من الصلاة هي محددة بهذا الوقت، فيأتي بها الشخص في وقتها، ويؤجر عليها من جهتين:

أما الجهة الأولى: فلأنها أذكار وأدعية.

وأما الجهة الثانية: فإنه أتى بها في محلها.

أما إذا تركها وأتى بها بعدما قام من مكانه، فإنه يؤجر عليها على أنها ذكر؛ ولكن لا يؤجر عليها على أنها ذكر بعد الصلاة؛ لأنه لم يأتِ بها على الوجه المشروع. وعلى الإنسان أن يتقيّد بالسنة بقدر استطاعته، وترك هذه الأذكار ليس بواجب، وفعل هذه الأذكار ليس بواجب، ولا يأثم الإنسان في تركها؛ ولكنه يفوته أجرها إذا تركها، ويفوته أجر التقيد بها في محلها إذا فعلها بعدما قام. وبالله التوفيق.