أسرة تملك قوت ليلتها ويومها، ولهم جارٌ موسر يحسنون إليه ويعاملهم بالعكس وإذا طلب منهم شيء قالوا: لا يوجد وهم يكذبون هل يأثمون؟
- فتاوى
- 2022-01-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9210) من المرسلة أ. أ من اليمن - شبوة، تقول: نحن أسرة تملك قوت ليلتها ويومها والحمد لله، ولنا جارٌ موسر ونحن نحسن إليه ونتعامل معه بالتي هي أحسن؛ لكنه يعاملنها بعكس ذلك مما يجعلنا نجد عليه في أنفسنا بعض الأحيان، وإذا طلب منا شيء فإننا نقول له: لا يوجد هذا الشيء على الرغم من أن هذا الشيء موجود، فهل علينا إثم في ذلك؟
الجواب:
العلاقة التي تكون بين شخصين من الإناث أو من الذكور أو من الإناث والذكور، تارة تكون علاقة من ناحية النسب، أو من ناحية المصاهرة، أو من ناحية الجوار، أو من ناحية المعاملة؛ يعني: معاملة تجارية، أو معاملة رئيس مع موظفين، أو مدرس مع طلاب إلى غير ذلك.
فالشخص له أربعة مواقف في هذا ذكرها الإمام أحمد حين سأله سائل فقال: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسء إليهم ولعلك تسلم.
وإذا أراد الشخص أن يعفو فالله -جلّ وعلا- يؤتيه من الأجر أكثر مما يأخذه {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[1]، وإذا أراد أن يأخذ حقه فقد قال -جلّ وعلا-: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}[2]،{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}[3].
وبالنظر إلى هذه الجزئية التي سألت عنها السائلة بإمكانهم أن يتعاملوا مع هذا الجار يحسنون إليه ولا يطلبون منه أن يحسن إليهم، ويتحملون إساءته ولا يسيئون إليه، ويعوضهم الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.