الفتوى رقم (3480) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز أن تكشف زوجة الأخ رأسها أمام أخ زوجها أو لا؟

الجواب:

 يحصل تعارفٌ في بعض الجهات على أمور محرمةٍ في الشرع، وصار السؤال سبباً لذكر جملةٍ من هذه الأمور؛ لأنه أمر منها، فمن ذلك:

أن المرأة تكشف وجهها لأقارب زوجها الذين لا يحل لها أن تكشف وجهها لهم؛ كالأخ، والعم، وابن العم، والخال، وابن الخال.

ومن ذلك دخول بعض محارم الزوج على الزوجة في غيبته، وهم الذين لا يجوز لهم أن يدخلوا عليها في غيبته؛ كأخيه، وعمه، أو ابن عمه، أو خاله، أو ابن خاله، أو ابن أخيه، أو ما إلى ذلك، فهؤلاء لا يحل لواحدٍ منهم أن يخلو بها.

والثالث الاختلاط بين النساء اللاتي لا يجوز لهنّ أن يختلطن مع هؤلاء الرجال فيكون هناك اختلاط. ومن ذلك السفر فيسافر الأخ بزوجة أخيه، أو يسافر العم بها؛ وتعارف الناس على هذه الأمور، وكونها مستساغة عندهم، فهذا لا يجعلها مباحة؛ لأن الحرام ما حرّمه الله، أو جاء تحريمه في سنة رسول الله ﷺ.

وهكذا الحلال ما دلت الشريعة على حلِّه. أما ما يصدر من الناس من أمور يتعارفون عليها وهي مخالفةٌ للشرع، فالحكم للشرع، وليس الحكم لما تعارف عليه الناس. ومن المعلوم أن هذه الأمور كلها راجعةٌ إلى قاعدة سد الذرائع، وليس المقصود فيه إلا مصلحة المرأة وأسرتها، والمحافظة على الرجل وعلى حرمه. ولكن للأسف كثيرٌ من الناس يغلّبون جانب العادات المخالفة للشرع، ولا ينتبهون لما قصده الشارع من هذه الأمور من جلب المصالح ودرء المفاسد. وبالله التوفيق.