Loader
منذ سنتين

كيف نفرق بين العجب بالنفس وبين مقت أهل المعاصي في هذه الأزمنة؟


  • فتاوى
  • 2022-02-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11058) من المرسل ص. م من الأحساء، يقول: كيف نفرق بين العجب بالنفس وبين مقت أهل المعاصي في هذه الأزمنة؟

الجواب:

        الشخص عندما يوفقه الله -جلّ وعلا- للأعمال الصالحة، يعمل ما أمر الله به، ويترك ما نهاه الله عنه، فلا يستعظم هذا الأمر الذي فعله؛ لأن هذا الأمر باعتبار علاقته بالشخص هو نفعه للشخص، وبالنظر إلى علاقته بالله -عزوجل- فإن هذا الأمر ليس لله فيه مصلحة؛ كما جاء في الحديث القدسي: « يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد في ذلك ملكي شيء »، فهذه الطاعة التي يفعلها الخلق هذه نفعها راجع لهم.

        وبناء على ذلك فعندما يكون هذا الشخص على هذا الوضع ولا يستعظم هذا الأمر، لا ينظر -أيضاً- إلى شخص آخر عصى الله -جلّ وعلا- ويستعظم هذه المعصية، ويقول في نفسه: هذه معصية كبيرة. وهذا الشخص يكون من أهل النار، فإن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان؛ لأنه أعجب بنفسه من جهة العمل الصالح، وزهد في هذا الشخص الذي ارتكب هذه المعصية، فقال الله -جلّ وعلا-: « من ذا الذي يتألى عليّ؟ إني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك »؛ يعني: أحبط عمل المعجب بعمله الذي تألى على الله، وقال: والله لا يغفر الله لفلان؛ هذا من جانب.

        ومن جانب آخر: أن الشخص كما أنه لا يستقل المعصية -لأن بعض الناس يقول: هذه معصية بسيطة- فقد يستخف بمعصية واحدة مثلاً وتكون سبباً في دخول النار.

        فعلى الإنسان أن يسلك مسلك الاستقامة لا بالنسبة لنفسه، ولا بالنسبة لنظرته للناس. وإذا نظر مبتلى في نفسه فليقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً. وبالله التوفيق.