الفتوى رقم (1080) من المرسل م.ع، يقول: إذا دخلت الجامع بعد صلاة العصر، فهل أصلي تحية المسجد مع أن هذا الوقت يعتبر وقت نهي؟

الجواب:

دلت الأدلة على أن الشخص إذا دخل المسجد في أي وقت كان، فإنه يصلي ركعتين، ومن ذلك قوله ﷺ: « إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين »، ولما دخل رجلٌ من الصحابة يوم الجمعة والرسول صلوات الله وسلامه عليه يخطب، وجلس ولم يأتِ بالركعتين ، أمره النبي ﷺ أن يأتي بالركعتين تحيةً للمسجد، واستمر الرسول صلوات الله وسلامه عليه في خطبته، فهذا دليلٌ يدل على مشروعية تحية المسجد إذا دخل في أي وقتٍ، وإذا دخل أيضاً والإمام يخطب، وجاءت أدلة تدل على النهي عن الصلاة في بعض الأوقات، من ذلك قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: « لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس »[1]، فمن العلماء من أخذ بعموم هذا الحديث، وأدخل فيه النافلة أيضاً، فإذا دخل الإنسان في وقت نهيٍ، يعني إذا دخل الإنسان في وقت النهي، يعني بعد صلاة الفجر، أو بعد صلاة العصر، فإنه لا يصلي تحية المسجد عملاً بعموم هذا الحديث، فحينئذٍ تعارض عندنا عموم، يعني تعارض عندنا هذا الحديث، وما جاء في معناه مع الحديث الذي يدل على أن الإنسان إذا دخل المسجد، فإنه يصلي ركعتين تحيةً للمسجد.

 والذي تجتمع فيه الأدلة هو: أن ذوات الأسباب لا تكون داخلةً في الأدلة الدالة على النهي عن الصلاة في أوقات النهي، وتحية المسجد من ذوات الأسباب.

وقد جاءت أيضاً صورٌ أخرى من ذوات الأسباب، وخرجت من أدلة العموم، ومن ذلك قوله ﷺ: « يا بني عبد مناف، لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت، وصلى أية ساعة شاء من ليلٍ أو نهارٍ »[2].

 فالمقصود: أن ذوات الأسباب خارجةٌ من عموم الأدلة الدالة على النهي عن الصلاة في أوقاتٍ معينة، وبهذا يعلم أن الشخص إذا دخل بعد صلاة الفجر، أو دخل المسجد بعد صلاة العصر؛ فإنه يصلي تحية المسجد، وبالله التوفيق.